رئيس التحرير
محمود سعد الدين
الرئيسية حالا القائمة البحث

لمواجهة هجوم صيني محتمل.. تايوان تهيئ الجبهة الداخلية

الجيش التايواني
الجيش التايواني

في الوقت الذي تشير تقارير إعلامية أمريكية وغربية إلى هجوم صيني محتمل على تايوان لاستعادتها مرة أخرى، تعمل تايبيه خلال الأسابيع الأخيرة على تهيئة الجبهة الداخلية لنشوب أي صراع، من خلال توزيع "كتيب للدفاع المدني" لرفع جاهزية السكان للتعامل مع حالات الطوارئ وتوسيع ترسانتها العسكرية عن طريق بناء فرقاطات من فئة 6000 طن.

وتعتبر الصين تايوان -بحسب البيانات الرسمية الصادرة من الخارجية الصينية ووفق المواثيق الدولية- جزءًا لا يتجزأ من أراضيها، رافضة أي تدخل خارجي فيما يتعلق بمستقبل الجزيرة، بل تهدد أحيانًا باستخدام القوة حيال أي محاولات لخرق تلك القوانين.

تايوان تُعد مواطنيها للهجوم

تستعد تايوان هذا الأسبوع لتوزيع ملايين النسخ من "كتيب للدفاع المدني" على المنازل في مختلف أنحاء الجزيرة، في خطوة غير مسبوقة تهدف إلى رفع جاهزية السكان للتعامل مع حالات الطوارئ، بما فيها سيناريو مواجهة هجوم عسكري صيني محتمل، بحسب وكالة "رويترز".

الكتيب، الذي كشف عنه سبتمبر الماضي، يتضمن للمرة الأولى تعليمات واضحة حول كيفية التصرف عند مواجهة جنود معادين، ويؤكد أن أي ادعاءات بشأن "استسلام تايوان" يجب التعامل معها باعتبارها أخبارًا مضللة، كما يقدم إرشادات حول كيفية العثور على الملاجئ وتجهيز حقائب الطوارئ.

وتأتي هذه الخطوة ضمن جهود تايوان لتعزيز استعداد المجتمع للأزمات، بدءًا من الكوارث الطبيعية وصولًا إلى احتمال الغزو، في وقت تواصل فيه بكين تصعيد ضغوطها العسكرية والسياسية لإعادة توحيد الوطن الأم، وفقًا لمواثيق الأمم المتحدة التي تعترف بأحقيتها في استعادة تايوان.

وفي السياق ذاته، قال لين فاي فان، نائب الأمين العام لمجلس الأمن القومي التايواني والمشرف على إعداد الكتيب: "هذا الدليل يعكس إصرارنا على الدفاع عن أنفسنا.. نريد أن يدرك البر الرئيسي أن أي قرار خاطئ سيترتب عليه تكلفة باهظة، لأن الشعب التايواني يمتلك الإرادة والاستعداد الواضح للدفاع عن نفسه وحماية بعضه البعض".

وتبدأ عملية التوزيع قريبًا إلى أكثر من 9.8 مليون صندوق بريد، على أن تتبعها نسخ بالإنجليزية ولغات أخرى، كما تعتزم الحكومة إطلاق حملات لاحقة لمساعدة السكان في تجهيز حقائب الطوارئ الشخصية، دون الكشف عن تفاصيل إضافية.  

تطوير ترسانة الأسلحة

وأفادت تقارير بأن تايوان تعمل على توسيع ترسانتها العسكرية، في إطار "مشروع تشنهاي" بعدما أعلنت وزارة دفاعها موافقتها على استئناف العمل على برنامج الفرقاطات من الجيل الجديد، الذي كان متوقفًا لعدة سنوات.

وتخطط تايبيه لشراء فرقاطات مزودة برادار "مصفوفي مسح إلكتروني"، ومن المرجح أن تتمتع هذه السفن بنظام قيادة وتحكم ممتاز لإجراء مهام المراقبة والاستطلاع، بحسب موقع "interesting engineering".

ومن المرجح أن يكون رادار السفينة القوي مماثلًا لنظام إيجيس القتالي الأمريكي، وهو جيل جديد من أنظمة القتال المحمولة على متن السفن.

وأكدت البحرية التايوانية سابقًا ضرورة بناء فرقاطات من فئة 6000 طن لمواجهة التهديدات الصينية، إذ يواصل الجيش الصيني تكثيف مناوراته العسكرية قرب الحدود التايوانية.

التوجه نحو بناء القوة العسكرية

وسابقًا، وافقت تايوان على تمويل بقيمة 142.03 مليون دولار تايواني جديد لتصميم "عقد سفن قتالية من الجيل التالي"، إذ تتمثل الخطة في إسناد تصميم العقد إلى شركة تصميم سفن محلية ذات خبرة، لتقديم المخططات والمواصفات اللازمة لبناء نماذج أوليّة للسفن.

          
تم نسخ الرابط