القصة بالكامل.. مأساة على الطريق الصحراوي الشرقي بالمنيا.. السرعة الجنونية لسائق "إسماعيل الليثي" تتسبب في مصرع 4 أشخاص وإصابة المطرب الشعبي وفرقته بإصابات خطيرة

شيّع أهالي مركز أبنوب بمحافظة أسيوط، عصر الجمعة، جثامين 4 ضحايا لقوا مصرعهم في حادث مروع على الطريق الصحراوي الشرقي بمركز ملوي بمحافظة المنيا، إثر تصادم سيارة الفنان الشعبي إسماعيل الليثي بسيارة ملاكي كانت قادمة من القاهرة، في واقعة مؤلمة هزّت الشارع المصري وأثارت الحزن على مواقع التواصل الاجتماعي.

الحادث وقع صباح الجمعة، عقب انتهاء الفنان إسماعيل الليثي من إحياء حفل زفاف بقرية عرب العوامر بمركز أبنوب بمحافظة أسيوط، وأثناء عودته إلى القاهرة، كان سائقه يقود السيارة بسرعة جنونية على الطريق الصحراوي الشرقي، وهو طريق حارة واحدة "رايح جاي" بدون فاصل بين الاتجاهين.

وأثناء السير اصطدمت السيارة الخاصة بـ"الليثي" وجماعته بسيارة أخرى كانت تقل أسرة عائدة من القاهرة إلى مسقط رأسها بمركز أبنوب، ما أدى إلى وقوع كارثة إنسانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
الاصطدام العنيف أسفر عن وفاة 4 أشخاص من مستقلي السيارة الملاكي، وجميعهم من أسرة واحدة، هم:
أشرف محمد بغدادي (50 عامًا) – والد الطفل "عمر" الناجي الوحيد من الحادث.
ياسمين علي (50 عامًا) – والدة الطفل عمر.
ناجح عبد العزيز محمد أحمد (46 عامًا).
علاء عبد العزيز محمد أحمد (38 عامًا).
بينما نجا من الحادث الطفل عمر أشرف محمد بغدادي، البالغ من العمر 8 سنوات، بإصابات بالغة، إذ تم نقله في حالة حرجة إلى مستشفى ملوي التخصصي بعد إصابته بكسر في ضلوع القفص الصدري، واستئصال الطحال نتيجة نزيف داخلي حاد.
أما الفنان إسماعيل الليثي، فقد أصيب بإصابات خطيرة تشمل نزيفًا في المخ، ونزيفًا داخليًا وخارجيًا من الأنف والفم، وكسورًا متفرقة في أنحاء الجسم، وخضع لعملية جراحية عاجلة داخل المستشفى، فيما يرقد حاليًا بالعناية المركزة في حالة حرجة.
كذلك أُصيب السائق الخاص بالليثي وعدد من أفراد فرقته الموسيقية، وجميعهم يعانون من كسور متعددة وإصابات شديدة، ويتلقون العلاج اللازم داخل المستشفى نفسه.
وكشفت التحريات أن السيارة الثانية التي كانت تقل الضحايا الأربعة تخص أسرة من مركز أبنوب بمحافظة أسيوط، وكانت مقيمة بالقاهرة في منطقة المنشية، حيث كان الأب الراحل أشرف بغدادي يعاني من مرض السرطان، وكان في طريقه إلى أسيوط لمتابعة حالته الصحية مع طبيب مختص بالأورام، ورافقته أسرته وأقاربه في الرحلة التي لم تكتمل.
أما الفنان إسماعيل الليثي، فكان مدعوًا لإحياء حفل زفاف بقرية عرب العوامر بأبنوب، وانطلق عائدًا إلى القاهرة بعد انتهاء فقرته الغنائية، قبل أن يقع الحادث أثناء طريق العودة.
وفي مفارقة مؤلمة، تبيّن أن أحد الضحايا، وهو ناجح عبد العزيز محمد أحمد، كان قد تعرّض في السنوات الماضية لحادث آخر على نفس الطريق، أدى إلى فقدانه ذراعه اليسرى، قبل أن يلقى حتفه هذه المرة في المكان ذاته تقريبًا.
وعقب الحادث، انتقلت سيارات الإسعاف إلى موقع التصادم، وتم نقل المصابين إلى مستشفى ملوي التخصصي لتلقي الإسعافات اللازمة، بينما أودعت جثامين الضحايا الأربعة بمشرحة المستشفى.

وفي عصر الجمعة، خرجت جنازة مهيبة من قرية جزيرة بهيج الخلايفة بمركز أبنوب، حيث أُديت صلاة الجنازة على الضحايا بمسجد الرحمن الرحيم وسط حالة من الحزن والبكاء، قبل أن يُوارَوا الثرى في مدافن العائلة بمقابر عرب القداديح.
حادث مأساوي جديد يسلط الضوء على خطورة السرعة الزائدة والإهمال على الطرق السريعة، والتي تواصل حصد الأرواح يومًا بعد يوم، تاركة خلفها أسرًا مكلومة وقلوبًا مكسورة لا يجبرها سوى رحمة الله.


جوجل نيوز
واتس اب