محاكمة لا نراها إلا في شاشات التليفزيون.. الابن أشعل النار في أخته.. والأم تبكي أمام القاضي: أنا بتنازل يا سيادة المستشار كان ليا عنين بشوف بيهم وداد راحت ومش هيفضلي غير محمد

«تعالى يا محمد بوس راس أمك ورجليها، ولازم تبوس رجليها ليل ونهار لأن مجيتها النهارده مهمة وكبيرة أوي ومجيتها أنقذتك».. كان نداء المستشار مجدي علي قاسم، رئيسمحكمة جنايات المنصورةعلى المتهم بإشعال النيران في شقيقته بعد نشوبخلافات علي الميراثبمركز الكردي محافظة الدقهلية.

وحضرت والدة المتهم إلى المحكمة والتي وقفت أمام القاضي تسرد وقائع الحادثة، إذ تقول: «اللي حصل شوية زعل أخوها اضطهدها وجه من برة ولع فيها، كان الاختلاف كله إنه عايزيني اكتب له الورث، عندي بيت باسمي عايزني اكتبه له، وداد أبوها كان كاتب لها شقة وهو عايش هو متوفي من 5 سنين، ومحمد زعل لما عرف، والآخر ولع في أخته، وبعدين البنت لسه بتقول يا ماما وعقبال ما طلعت لها لقيته قدامي بجركن البنزين، ومتوقعتش أنه ولع فيها قولت ضربها».

ما لم تتوقعه الأم حدث بالفعل، إذ تحكي بكل حزن: «محمد بعد ما ولع في أخته زقني من قدام الباب، ورش البنزين في أوضة نوم أخته وعلى جهازها اللي كانت هتتجوز بيه بعد شهر رمضان الجاي وولع في كل حاجة، وطلعت فوق على السطح استغيث بالناس علشان تنقذنا لأنه كان قافل بوابة البيت، والناس خدوها وراحوا بيها على المستشفى، أخته كانت والعة زي الشمعة».

ورغم قسوة ما تصفه الأم إلا أن ذلك لم يمنعها أن تتوسل إلى القاضي: «هو ابني وهي بنتي، وأنا بستسمحك لأنه يبقى سندي في الحياة معلش، وجاية اتنازل عن الدعوى المدنية دي، ربنا يكرمك ويصلح حالك أنا أم، وأخته ماتت وقابلت رب كريم ومبقاش عندي غيره، ومراته هي السبب يمكن عمل ده غصب عنه من كتر ضغطها عليه».

ليوجه القاضي كلامه للمتهم: «أمك دي لازم تبوس إيديها ورجلها ليل ونهار»، لترد الأم: «أنا بستسمحك يا باشا ارحمني خلاص هو يبقى سندي في الحياة، ومتحرمنيش منه الله يباركلك، وأنا بصلي وعارفة ربنا وهدعيلك، ومليش حد اللي هو، اللي راح راح خلاص، أنا ليا عين راحت، سيبلي عين أشوف بيها الله يباركلك ويكفيك شر المرض».