يهنئ المهندس محمد رشيدي الأمين العام لحزب الحريه المصري

في كل عام، حين تهل علينا ذكرى السادس من أكتوبر، تعود إلينا ملامح زمن العزة، وصدى النصر الذي أعاد للأمة العربية كرامتها المفقودة بعد سنوات الانكسار. لم تكن حرب أكتوبر مجرد معركة عسكرية استرد فيها الجيش المصري أرضًا سُلبت، بل كانت ملحمة وعي وإرادة وشجاعة، جسدت معنى الانتماء الحقيقي للوطن، وحلم جيل كامل آمن أن لا شيء مستحيل على هذه الأرض الطيبة.

في أكتوبر، لم يكن النصر وليد الصدفة، بل ثمرة إيمان عميق بالوطن، وتخطيط علمي دقيق، وإرادة صلبة صاغتها دماء الشهداء وأيدي المقاتلين الذين واجهوا المستحيل. وقف الجندي المصري شامخًا فوق رمال سيناء، يرفع علم بلاده بعد أن عبر القناة في واحدة من أعظم العمليات العسكرية في التاريخ الحديث، مؤكداً أن الكرامة لا تُمنح، بل تُنتزع بالتضحية والإيمان.

إن دروس أكتوبر لا تُختزل في يوم النصر وحده، بل تمتد لتكون منهج حياة للأجيال القادمة. علمتنا أن العمل الجماعي يصنع المستحيل، وأن التفوق لا يتحقق بالشعارات، بل بالتخطيط والجهد والإخلاص.
علمتنا أكتوبر أن الوطن لا يُبنى بالأماني، بل بسواعد الرجال، وأن الوعي الوطني هو السلاح الأقوى في مواجهة كل من يحاول النيل من استقراره أو تشويه تاريخه.

ولجيل اليوم، جيل التكنولوجيا والانفتاح، تبقى رسالة أكتوبر واضحة:
أن تحب وطنك بالعمل لا بالكلام، وأن تعرف أن الحرية والسيادة والاستقلال ثمنها غالٍ، دفعه من سبقوك بالدم، فعليك أن تحافظ عليه بالعلم والإبداع والإنتاج.

لقد كان أكتوبر حلم جيل تحول إلى واقع، وبقي النصر شاهدًا على أن هذه الأمة قادرة على النهوض مهما تعثرت، وأن مصر التي عبرت الهزيمة نحو النصر قادرة أن تعبر كل الأزمات نحو المستقبل.

تحية لكل من شارك في صناعة هذا اليوم الخالد…
وتحية لكل جيل يحمل الشعلة ليُكمل طريق العزة والكرامة.