متحف السادات بميت ابو الكوم حكاية قرية صنعت بطلا

في قلب قرية ميت ابو الكوم بمحافظة المنوفية يقف متحف الرئيس الراحل محمد انور السادات شاهدا على رحلة قائد فذ خرج من هذه القرية الريفية البسيطة ليغير مجرى التاريخ المصري والعالمي المتحف هنا ليس مجرد جدران او قاعات بل ذاكرة حية تروي قصة رجل صنع النصر والسلام
حين تقترب من المبنى الابيض الهادئ يلفتك اختلافه عن بيوت القرية البسيطة لكنه ينسجم مع روح المكان التي جمعت بين بساطة الريف وعبقرية الزعامة داخل القاعات تجد مقتنيات نادرة لعل اشهرها بدلته العسكرية التي ارتداها في حرب اكتوبر ونظارته الشهيرة ومكتبه الخاص الذي شهد لحظات قرارات مصيرية غيرت وجه مصر والمنطقة
الصور المعلقة على الجدران تحكي لقاءاته مع قادة العالم والاوسمة والنياشين المعروضة تعكس تقدير العالم لدوره كقائد للحرب والسلام وبين ارجاء المكان تسمع صدى قصة رجل عاش طفولته وسط الحقول والطرقات الطينية قبل ان يكتب اسمه بحروف من ذهب في تاريخ مصر
سامح الشحيمي مدير المتحف يؤكد ان المكان ليس مجرد عرض لمقتنيات بل مدرسة وطنية حقيقية تستقبل طلاب المدارس والجامعات ليتعلموا من سيرة السادات معنى الارادة والعزيمة وكيف يمكن للحلم ان يتحول الى واقع مشيرا الى ان المتحف يستقبل زوارا من كل المحافظات بل ومن دول اجنبية ايضا وكلهم يتركون كلمات مؤثرة في دفتر الزيارات
الزائر وهو يغادر المتحف يدرك ان قرية ميت ابو الكوم لم تخرج فقط رئيسا بل اخرجت رمزا خالدا وان هذا المكان سيظل منارة تذكر الاجيال الجديدة بان الامة التي لا تعرف تاريخها لا تستطيع ان تبني مستقبلها