أفتى بتحريم أكل الدجاج المصري
فيديو: هجوم إلكتروني على الإخواني ولد الددو بتهمة "الطعن في الرسول"

تصدر هاشتاج "الددو يطعن في الرسول" موقع التواصل الاجتماعي إكس (تويتر) في مصر، بعد حديث محمد الحسن ولد الددو الشنقيطي أحد الدعاة المنتمين لفكر تنظيم الإخوان الإرهابي في موريتانيا، خلال بودكاست عن "نكبة وفاة الرسول".
هجوم واسع
وأثارت تصريحات محمد الحسن ولد الددو الشنقيطي، حول "نكبة وفاة النبيﷺ" هجوماً واسعاً عبر منصات التواصل الاجتماعي في معظم الدول العربية والإسلامية.
وعرض ولد الددو الشنقيطي تصريحاته المثيرة للجدل والاستياء، في بودكاست بعنوان "الرحلة" عبر إحدى المنصات، ومن أبرزها قوله إن وفاة النبي محمد ﷺ كانت "أولى نكبات المسلمين"، وحديثه عن أن الرسول لم يقدم منهجاً واضحاً يسير عليه من جاء بعده في أمور الحكم وإدارة الدولة واختيار الحاكم، وأن الشريعة لم تنـزل "دستوراً تفصيلياً مكتوباً" وإنما جاءت بالأصول الكلية كالعدل والشورى والبيعة، وتركت تفاصيل الآليات لاجتهاد الأمة.
اتهامات بالطعن في الرسول
ودعت هذه التصريحات الغريبة لولد الددو إلى استياء واستهجان ملايين المسلمين حول العالم، وعبروا بذلك من خلال تغريدات عبر هاشتاج "الددو يطعن في الرسول"؛ حيث اعتبروا أن هذه التصريحات تعد طعناً في الرسول محمد ﷺ.
ولطالما أثارت فتاوى الموريتاني محمد الحسن ولد الددو جدلًا واسعًا بسبب غرابتها أحيانًا وطرافتها أحيانًا أخرى، وأيضًا بسبب الآثار الناتجة عنها، وكان آخرها فتواه بجواز الحج بدون تصريح، معتبرًا أن التصريح مُحدث ولم يرد في القرآن الكريم، وليس من شروط الحج، ما تسبب في ارتفاع الوفيات في صفوف الحجاج غير النظاميين هذا العام.
ورغم ما حظي به الشيخ ولد الددو من شهرة، إلا أن الكثير من المهتمين يأخذون عليه التسرع والتناقض في إصدار الفتاوى، والانشغال بالظهور الإعلامي، واستغلال الهالة الإعلامية التي حظي بها في توجهاته السياسية الداعمة للتيار الإخواني الإرهابي.
فتاوى شاذة
من بين الفتاوى الغريبة التي أصدرها ولد الددو فتوى بتحريم أكل الدجاج المصري واستبداله بالدجاج التركي اللذين يتم تصديرهما إلى موريتانيا، وأصدر ولد الددو هذه الفتوى عامي 2016 و2019، وأباح فيها تناول الدجاج التركي في موريتانيا، معتبرا أن غيره مما يتم استيراده من مصر وأوروبا وأميركا مختلطة بالدماء، فيما المذكيات التي تنتجها تركيا طيبة وتنتجها شركات مسلمة تخرج الزكاة للمسلمين.
ويأخذ الكثيرون على ولد الددو فتواه بجواز الزواج السري الذي يعتبر معضلة اجتماعية في موريتانيا، ففي الوقت الذي ينتظر فيه الكثيرون من عالم مبرّز له صيته وقادر بجهد تجديدي على إقناع فئات من المجتمع بخطورة الظاهرة والدفع نحو محاصرتها ومعالجة آثارها شأنها شأن الكثير من القضايا المعاصرة التي يتجاهلها بعض كبار الدعاة عن قصد، أفتى ولد الددو بأن الزواج السري صحيح إن توفرت فيه كل الأركان من وكيل شرعي ومأذون وشاهدين ومهر، وأن إعلان النكاح من السنة وليس واجبا، وأنه يكفيه من الإشاعة أن يوثق عند القاضي.
فتاوى غريبة
وعن التواصل عبر شبكات التواصل الاجتماعي قال ولد الددو إن ما يحكم المحادثات هو مضمونها وتأثير الصوت أو الصورة على المتصلين، فإن شعر المتصل أن هذا الصوت الرخيم يعجبه ويؤثر فيه عليه أن يقطع الاتصال، كما أن مضمون المحادثات لا يجب أن يخرج عن النطاق الشرعي.
وعن التجارة والبيع والشراء بين الجنسين يرى ولد الددو أن الرجل إذا كان يتقصد الشراء من امرأة لجمالها أو لمجلسها أو للحديث معها فهذا محرم، لأن الحديث قد تحدث فيه شبهة المتعة.
ومن الفتاوى المثيرة لولد الددو فتواه بجواز الحج بدون تصريح، ما تسبب بتسجيل عدد كبير من الوفيات في صفوف الحجاج غير النظاميين الذين تأثروا بأجواء الحر والتنقل لمسافات دون طعام.
فتوى الزواج من جنية
ومن تصريحات ولد الددو التي أثارت السخرية أن البرص لحسة من الشيطان، وأنه يجوز زواج الرجل من جنية، ولا يجوز زواج المسلمة من جني، كما سبق لولد الددو أن تراجع عن عدد من الفتاوى، منها فتواه عن الرق بموريتانيا، وأخرى عن تكفير زعيم حركة "ايرا" الناشط الحقوقي بريام اعبيدي، الذي أحرق كتبا فقهية تتضمن أحكام الرق، وأخرى تحرم على الأغنياء صرف الزكاة لصالح الضعاف من قبيلة العلويين بحجة أنهم جميعهم أشراف.
في انتخابات عام 2003، أصدر ولد الددو فتوى بوجوب التصويت للأصلح، وأعلن دعمه لمرشح التيار الإخواني الإرهابي آنذاك محمد خونه ولد هيداله، رغم أنه استفاد قبل أشهر قليلة من تنظيم الانتخابات من عفو أصدره الرئيس السابق آنذاك ولد الطايع.
الفرار من السجن
وكان ولد الددو قد فرّ من السجن المركزي بنواكشوط مع قادة تنظيم الإخوان الإرهابي في موريتانيا الذين كانوا معتقلين آنذاك مستغلين الفوضى في 8 يونيو 2003، وكان ولد الددو متهمًا بمحاولة زعزعة الاستقرار السياسي في البلد من خلال تشكيل "جبهة إسلامية سرية".
ومن اللقطات المثيرة لولد الددو دعاؤه أمام الكعبة على الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز بعد قراره إغلاق مركز تدريب العلماء الذي يرأسه ولد الددو، واعتبر ولد الددو إغلاق المركز قراراً ظالماً.
وأغلقت السلطات الموريتانية مركز تدريب "العلماء المسلمين" في سبتمبر 2018 بداعي أنه ينشر الإسلام المتطرف في أذهان الطلاب.