بعد نشر موقع «بصراحة» قصته… وزارة التضامن تتحرك لدعم الطفل شنوده «الحداد الكفيف»

في قلب قرية البرشا بمركز ملوي في المنيا، يعيش الطفل شنوده مؤمن بشيل، صاحب الـ13 عاماً، قصة كفاح تُلخص معاني الإرادة والصبر. وُلد شنوده كفيفاً بعيب خلقي، لكنه لم يستسلم لظروفه، بل واجه الحياة بصلابة تفوق سنه الصغيرة. فمنذ أن كان في الثامنة من عمره، وقف إلى جوار والده العامل البسيط، وتعلم مهنة الحدادة ليعين أسرته على قوت يومها.
مقطع فيديو انتشر مؤخراً لشنوده وهو يعمل في ورشة حدادة رغم فقدانه للبصر، لم يكن مجرد مشهد عابر، بل لخص معاناة طفل يعيش بين ألسنة النار والحديد ليكسب رزقه بالحلال. الفيديو الذي نشره موقع «بصراحة» كان الشرارة التي لامست قلوب المصريين، وجعلت قصته تتحول إلى حديث المنيا بأكملها.
شنوده ليس مجرد عامل صغير؛ هو طالب متفوق حصل على جائزة «الطالب المثالي» في مدرسته، ويحلم أن يصبح مهندساً في المستقبل. لكن طريقه مليء بالعقبات؛ فالمسافة الطويلة بين قريته ومدرسته تضطر أسرته إلى استئجار سكن داخلي في المنيا ليستطيع مواصلة دراسته. والده يقول بصوت يغلبه التمني: «نفسي المسؤولين يهتموا بيه، ويكمل تعليمه، وربنا يجازي كل من يساعده».
الحلم البسيط لشنوده أن يحصل على «كارت الخدمات المتكاملة» ليسهل انتقالاته، وأن يجد من يعينه على بناء بيت فوق قطعة أرض يملكها والده، ليأمن له مستقبلاً كريماً. وبينما يحكي والده عن أمنيته، يلمع الأمل في عينيه قائلاً: «ابني مكافح، ربنا حرمه من البصر لكن عطاه ذكاء وبصيرة، وربنا قادر يحقق حلمه».
اللافت أن شنوده هو الطفل الوحيد بين أشقائه الخمسة الذي وُلد فاقداً للبصر، ومع ذلك لم يُثنه هذا عن العمل والدراسة معاً. «بيشتغل لحام في الورشة، وبيذاكر، وبيساعدنا في البيت» هكذا تلخص الأسرة يومياته التي تجمع بين الجهد والجد.
تفاعل الناس مع قصة شنوده كان واسعاً، وتصدرت تصريحاته «ترند المنيا»، وسط دعوات قوية لتدخل الدولة. وبالفعل، تؤكد مصادر بوزارة التضامن الاجتماعي أن فريقاً ميدانياً سيتوجه لزيارة الأسرة خلال الأيام المقبلة لدراسة حالتهم وتقديم الدعم اللازم.
شنوده اليوم أصبح رمزاً لمعنى الكفاح في مواجهة الصعاب، وصورته وهو يمسك بأدوات الحديد رغم ظلام عينيه ستظل درساً إنسانياً خالداً.