رئيس التحرير
محمود سعد الدين
NationalPostAuthority
الرئيسية حالا القائمة البحث

العرب يتحركون بقوة لوقف "مدبحة" الشعب الفلسطيني.. أبو الغيط يدعو إلى دعم الدولة ومؤسساتها

أبو الغيط خلال اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته العادية الـ 164
أبو الغيط خلال اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته العادية الـ 164

انطلقت اليوم الخميس أعمال مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، برئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تركزت أجندة الاجتماع على مناقشة أبرز القضايا المحورية التي تواجه العالم العربي، وعلى رأسها تطورات القضية الفلسطينية، والجهود المبذولة للاعتراف بالدولة الفلسطينية، إضافة إلى سبل وقف العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، وخطط إعادة الإعمار، ودعم صمود الشعب الفلسطيني سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا.

وسلّم وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي رئاسة الدورة إلى وزير الدولة الإماراتي خليفة شاهين المرر، مشددًا في كلمته على أن إسرائيل تمارس حصارًا خانقًا ضد الشعب الفلسطيني في محاولة لتنفيذ مخططات التهجير القسري، وتواصل سياساتها الوحشية التي ترقى إلى جرائم إبادة جماعية، أودت بحياة عشرات الآلاف من المدنيين، بمن فيهم الأطفال.

وأكد الصفدي الرفض الأردني القاطع لمحاولات تغيير الوضع القانوني والتاريخي في القدس، محذرًا من رغبة إسرائيل في فرض واقع جديد يهدف إلى تغيير خريطة المنطقة لصالح هيمنتها. 

كما دعا إلى ضرورة تعزيز العمل العربي المشترك لإحلال سلام عادل وشامل، يحقق مصلحة كافة الأطراف، مشيدًا بالجهود المصرية والقطرية المبذولة لوقف إطلاق النار.

وأشار الصفدي إلى أهمية دعم حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية، مدينًا في الوقت ذاته السياسات الإسرائيلية الأحادية، وخاصة بناء المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة. 

كما أعرب عن دعم بلاده للسلطة الفلسطينية وللرؤية الإصلاحية التي طرحها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، معتبرًا أن المؤتمر المرتقب في الأمم المتحدة، والذي يتوقع أن يشهد اعترافات دولية إضافية بالدولة الفلسطينية، يمثل خطوة متقدمة في مسار دعم القضية الفلسطينية.

وجدد الصفدي تأكيده أن السبيل الوحيد لتحقيق السلام يكمن في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، مشيرًا في الوقت ذاته إلى دعم الأردن الكامل لسوريا في مساعيها نحو استعادة الأمن والاستقرار، ورفضه التام لأي محاولات تهدف إلى تقسيم البلاد، لما يمثله استقرار سوريا من ركيزة أساسية لأمن المنطقة.

من جهته، شدد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، على أن الجرائم الإسرائيلية في غزة تتجاوز حدود الانتقام، وتهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية بالكامل، من خلال مشروع يستهدف الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس معًا. 

وأوضح أن ما يجري من جرائم يكشف نوايا إسرائيلية واضحة لاقتلاع الفلسطينيين من أرضهم بوسائل غير شرعية.

وأكد أبو الغيط أن الجامعة العربية تتحرك بقوة لوقف هذه "المدبحة"، التي تنفذها جماعة متطرفة تتبنى أيديولوجية عنصرية وإقصائية لا تتماشى مع القيم الإنسانية المعاصرة، وشدد على أن الدفاع عن حل الدولتين لا يزال يمثل الحل العادل الوحيد، كونه الضامن لبقاء مشروع الدولة الفلسطينية.

وأشار إلى أن الاعتراف العالمي المتزايد بفلسطين، والذي تجاوز 150 دولة، يعكس إدراكًا دوليًا متناميًا بخطورة المخطط الإسرائيلي. 

وتطرق في كلمته إلى الأوضاع في السودان، داعيًا إلى وقف نزيف الدم وإيجاد حلول سياسية تحافظ على وحدة الدولة ومؤسساتها، مشيدًا بالتطورات الأخيرة نحو تشكيل حكومة مدنية.

وفيما يتعلق بلبنان، قال أبو الغيط إن البلاد تمر بمنعطف تاريخي بعد قرارها فرض حصرية السلاح بيد الدولة، مطالبًا بوقف الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة لسيادة لبنان. 

كما أشار إلى أهمية التنمية العربية المشتركة كأداة فاعلة لـ "الأمن الناعم"، في مواجهة تحديات الإرهاب والتهجير والصراعات، داعيًا إلى استغلال الفرصة لإعادة صياغة الحضور العربي على الساحة الدولية كقوة استقرار في منطقة تعاني من الأزمات.

بدوره، أكد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، خليفة شاهين المرر، ضرورة الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، داعيًا إلى توحيد الجهود والسردية العربية حول السلام ومكافحة الإرهاب، كما جدد التزام بلاده بتقديم الدعم الإغاثي لسكان غزة، واستمرار الجهود بالتعاون مع المجتمع الدولي لوقف الحرب.

ويناقش الاجتماع كذلك مستجدات الأوضاع في عدد من الدول العربية، بما فيها السودان واليمن وسوريا وليبيا ولبنان والصومال، إلى جانب آليات التعامل مع التحديات الإقليمية الراهنة بما يعزز الأمن القومي العربي ويحافظ على المصالح الاستراتيجية المشتركة.

كما يتناول المجلس ملفات التعاون الاقتصادي والاجتماعي، لا سيما دعم الاقتصاد الفلسطيني، وتعزيز التكامل الاقتصادي بين الدول العربية، تمهيدًا لرفع التوصيات إلى الاجتماع الوزاري لاعتمادها ضمن رؤية عربية شاملة لتقوية العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.

وتتضمن أعمال الدورة الجارية أيضًا إجراء الانتخابات لتعيين رؤساء كل من: اللجنة العربية الدائمة للأرصاد الجوية، وفريق الخبراء العرب المعني بمكافحة الإرهاب، واللجنة الدائمة للشؤون الإدارية.

          
تم نسخ الرابط