نص كلمة الرئيس الهامة عن سد النهضة وأمن مصر المائي

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم بقصر الاتحادية، رئيس جمهورية أوغندا، يويري كاجوتا موسيفيني، في زيارة رسمية تعكس عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، وقد أجريت مراسم استقبال رسمية عزف خلالها السلام الوطني لكل من مصر وأوغندا، تبعتها جلسة مباحثات ثنائية مغلقة، ثم مباحثات موسعة ضمت وفدي البلدين.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، السفير محمد الشناوي، أن المباحثات تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، لا سيما في قطاعات السياسة، والتجارة، والاستثمار، والطاقة، فضلاً عن قضايا الأمن الإقليمي والتعاون العسكري. 

وشهد الرئيسان توقيع عدد من مذكرات التفاهم في مجالات الموارد المائية، والزراعة، والاستثمار، والإعفاء المتبادل من تأشيرات الدخول لحاملي الجوازات الرسمية، والتعاون الدبلوماسي.

وفي مؤتمر صحفي مشترك، ثمّن الرئيس السيسي زيارة نظيره الأوغندي، مؤكداً أنها تمثل دفعة جديدة نحو شراكة استراتيجية بين البلدين، ترتكز على المصالح المشتركة والروابط العميقة، وفي مقدمتها نهر النيل.

وقال الرئيس السيسي إن المباحثات تناولت بصراحة وعمق ملف نهر النيل، مشيراً إلى توافقه مع الرئيس موسيفيني على أن الإدارة المثلى لمياهه يجب أن تقوم على التعاون، وتحقيق المنفعة المشتركة، وعدم الإضرار بأي طرف، وفقاً لقواعد القانون الدولي.

وأضاف الرئيس: "أكدت لفخامة الرئيس دعمنا الكامل لجهود التنمية في أوغندا ودول حوض النيل، ونحن على استعداد للمساهمة في تمويل مشروع سد أنجلولو بين أوغندا وكينيا، ضمن آلية مصرية للاستثمار في البنية التحتية بحوض النيل بقيمة مبدئية 100 مليون دولار".

كما أعلن عن توقيع مذكرة تفاهم جديدة بقيمة 6 ملايين دولار على خمس سنوات، لتعزيز التعاون في مجال الإدارة المتكاملة للموارد المائية، قائلاً إنها "امتداد لتعاون مستمر منذ أكثر من عشرين عاماً".

وشدد الرئيس السيسي على أن "أمن مصر المائي غير قابل للمساس"، موضحاً أن بلاده لا ترفض تنمية الأشقاء، لكنها ترفض أي إجراءات أحادية تؤثر على حصتها من مياه النيل، التي تعد المصدر الوحيد للحياة في ظل غياب الأمطار والموارد المائية البديلة.

وأشار الرئيس إلى حوار مطوّل جمعه بالرئيس موسيفيني حول الحقائق العلمية لحوض النيل، حيث لفت إلى أن إجمالي الأمطار التي تسقط على الحوض تصل إلى نحو 1600 مليار متر مكعب سنوياً، لا يصل منها إلى مجرى النهر سوى 85 ملياراً، تمثل فقط 4-5% من هذا الرقم.

وتابع الرئيس السيسي قائلاً: "نحن لا نرفض التنمية ولا نُقسم النهر بين ’نحن وهم‘. نحن جميعاً شركاء.. ننمو معاً ونعيش معاً"، مؤكداً أن موقف مصر لا يستهدف سوى الحفاظ على حصتها الحالية، دون منع الآخرين من الاستفادة من المياه بما لا يضر.

واختتم الرئيس كلمته بالتأكيد على ثقته في وعي الشعب المصري وصلابته، قائلاً: "لن نسمح بالمساس بحقوق 105 ملايين مصري، إضافة إلى نحو 10 ملايين ضيف يعيشون على أرضنا.. وأقولها بوضوح: النيل هو الحياة.. والتفريط فيه يعني التفريط في وجودنا، وهذا لن يحدث".