"خصماؤنا يوم القيامة".. مصوّر فلسطيني يبيع أرشيف ذاكرة غزة مقابل كيس طحين

وجّه المصور الفلسطيني فادي ثابت نداءً مؤلمًا إلى العالم، في صرخة إنسانية مزلزلة، ناشد فيه من يستطيع أن يساعده لإنقاذ أطفاله الجائعين، بعد أن فاقت معاناته في غزة حدود الاحتمال.
كتب فادي عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي: "أنا المصور فادي ثابت.. أعرض أرشيف 20 عامًا من ذاكرة غزة المصوّرة مقابل كيس طحين لأطفالي الجائعين، لم نأكل منذ يومين، وإذا متنا جوعًا أنا وأطفالي فأنتم خصماؤنا يوم القيامة".
صرخة فادي لم تكن مجرد كلمات، بل شهادة حيّة على حجم المجاعة التي يعيشها المدنيون في قطاع غزة المحاصر، وسط انهيار تام في سبل الحياة، وانعدام المواد الغذائية الأساسية، لا سيما مع استمرار العدوان الإسرائيلي وتدمير البنية التحتية وشلل الإغاثة.

فادي ثابت، الذي وثّق على مدار عقدين كاملين تفاصيل الحياة والموت في غزة بعدسته، لم يجد اليوم ما يسد به رمق أطفاله، فلجأ إلى بيع ما لا يُقدّر بثمن: أرشيفه البصري الذي يحوي ذاكرة فلسطين المقاوِمة والمعذّبة.
رسالة فادي تتجاوز الجوع، إنها تُدين صمت العالم، وتُعرّي التواطؤ الدولي، وتضع الجميع أمام مسؤولياتهم.
المناشدات تتواصل من داخل القطاع، حيث يعيش أكثر من مليوني إنسان في ظل كارثة إنسانية غير مسبوقة، بينما يصمّ العالم أذنيه، وتُمنع المساعدات، ويُترك الأبرياء للموت جوعًا.