"اقفلي يا سهى إحنا كده خلاص".. موظفة في سنترال رمسيس تكشف تفاصيل آخر مكالمة مع أحد الضحايا

نشر حساب باسم سها المنياوي على منصة فيسبوك، نص مكالمة هاتفية أجرتها مع أحد ضحايا حريق سنترال رمسيس قبل وفاته في الحادث.
وأضافت الشركة: «جسّد هؤلاء الأبطال أسمى معاني النبل والمسؤولية والإخلاص في العمل، وظلوا يؤدون واجبهم حتى اللحظات الأخيرة». وأشار البيان إلى أن إدارة الشركة وجّهت بتقديم كل أشكال الدعم المادي والمعنوي لأسرهم وفاء لما قدموه وتقديرا لتضحياتهم، وحرصا من الشركة على الوقوف بجانب عائلاتهم في هذه اللحظات الأليمة.

وكتبت سها المنياوي، وهي موظفة تعمل في سنترال رمسيس، بالشركة المصرية للاتصالات «We»، نص المحادثة مع الراحل وائل مرزوق كالتالي:
وائل: أيوه يا أستاذة.
سُهى (بصوت قلق): إنت بخير يا أستاذ وائل؟ إنت فين؟ والقطط فين؟
(كنا أنا وهو بنطعم القطط مع بعض في الدور، القطط اللي كانت جزء من روح المكان – سكان سنترال رمسيس الأصليين)
وائل (بصوت مبحوح): مش شايف حاجة… لا قطط ولا حد. إحنا محبوسين في المكتب، الكهربا فصلت، والدخان خانق… وخايفين نتخنق.
سُهى: طب كلمتوا المطافي؟
وائل: أعتقد وصلت… بس الدخان كتير…
(يكح بشدة، الصوت بيضعف)
(الخط بيفصل)
بعد محاولات متكررة لإعادة الاتصال…
سُهى: خرجت يا وائل؟
وائل (بصوت مكسور): لأ… مش قادر.
سُهى: حاول تخرج بأي طريقة، استخدم ضوء الموبايل، نزل على السلم، واكتم نفسك شوية.
وائل (بهمس مختنق): اقفلي… اقفلي يا سُهى… إحنا كده خلاص…
(صوت زجاج بيتكسر، ثم صمت… والاتصال بينقطع للأبد)
دي كانت آخر مكالمة.
وائل ماخرجش.
والقطط استنّته.
والذكرى وجع…
وتوفي في الحادث 4 موظفين كانوا على مكاتبهم أثناء اندلاع الحريق الذي استمر لساعات وأثر على شبكات الهواتف والإنترنت، وهم: المهندس وائل مرزوق من نيابة الموارد البشرية بالشركة المصرية للاتصالات We، والمهندسون أحمد رجب ومحمد طلعت وأحمد مصطفى من نيابة الشؤون الفنية.
ونعت الشركة في بيان نشرته على وسائل التواصل الاحتماعي، «شهداء الواجب» الذي راحوا ضحية حريق سنترال رمسيس، قائلة: «بقلوب يعتصرها الألم، تنعى الشركة المصرية للاتصالات أبناءها الذين استشهدوا جراء حريق سنترال رمسيس أمس، ويتقدم مجلس إدارة الشركة والإدارة التنفيذية وجميع العاملين، بأحر التعازي وصادق المواساة إلى أسرهم وذويهم ومحبيهم، سائلين المولى عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان».