الطبيب العاشق للفن والأب الروحي لجيله من الفنانين.. ذكرى رحيل عزت أبو عوف

يحل اليوم 1 يوليو ذكرى رحيل الفنان عزت أبو عوف، الذي رحل عن عالمنا في عام 2019، تاركًا خلفه مسيرة فنية وإنسانية استثنائية، نسجت ملامحها ابتسامته الهادئة، وصوته الرزين، وأدواره التي لامست القلوب قبل العيون، رغم مرور السنوات، لا يزال حضوره محفورًا في وجدان جمهوره ومحبيه.
رحلة عزت أبو عوف من الطب إلى الفن
وُلد عزت أبو عوف عام 1948 في القاهرة، وتخرج في كلية الطب، إلا أن شغفه الحقيقي كان في مكان آخر، اختار أن ينصت لنداء الموسيقى، ليبدأ مسيرته الفنية من بوابة العزف والغناء، ويؤسس مع شقيقاته فرقة “الفور إم” التي شكّلت ظاهرة فنية لافتة في الثمانينيات، باعتبارها واحدة من أوائل الفرق الغنائية العائلية في الوطن العربي.

امتازت فرقة “الفورم إم” بأسلوبها العصري في ذلك الوقت، وأغانيها التي مزجت بين البساطة والابتكار، ما جعلها تحصد شهرة واسعة في مصر والعالم العربي.

البدايات السينمائية لـ عزت أبو عوف
لم يتجه عزت أبو عوف إلى التمثيل إلا في التسعينيات، لكنه ما لبث أن فرض نفسه على الساحة بقوة، بسبب أداؤه البسيط والراقي جعله من الوجوه المحببة للمشاهد، حيث أتقن لعب أدوار الأب، الطبيب، الصديق، أو حتى المسؤول القاسي، لكنه كان دومًا يُضفي عمقًا إنسانيًا على كل شخصية.

أبرز الأعمال السينمائية لـ عزت أبو عوف
شارك في عدد كبير من الأعمال السينمائية والدرامية الناجحة، من أبرزها: “آيس كريم في جليم”، “عبود على الحدود”، “عمر وسلمى”، “مطب صناعي”، “عودة النادلة”، و"حسن ومرقص"، بالإضافة إلى أعمال درامية متميزة مثل: “الملك فاروق”، “الريان”، و"الناصر صلاح الدين".
الأب الروحي لجيله من الفنانين
لم يكن عزت أبو عوف فنانًا فحسب، بل كان سندًا وداعمًا للعديد من نجوم جيله والجيل الجديد، شغل منصب رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لعدة دورات، وحرص خلالها على تطوير المهرجان وفتح أبوابه أمام المواهب الشابة.
كما كان صديقًا مقرّبًا لكبار الفنانين، وراعيًا لكثير من بدايات نجوم الجيل الجديد، الذين طالما وصفوه بـ"الأب الروحي"بسبب مواقفه الإنسانية والمهنية التي تشهد له.

إخلاص ووفاء حتى بعد رحيلها.. قصة حب عزت أبو عوف وزوجته
على الصعيد الشخصي، عاش أبو عوف قصة حب طويلة ومؤثرة مع زوجته الراحلة فاطيما، التي ظل وفيًا لذكراها بعد رحيلها، ورفض الزواج مرة أخرى رغم محاولات المقربين لإقناعه، مؤكدًا مرارًا أن فاطيما كانت "المرأة الوحيدة في حياته".

معاناة صحية ورحيل في صمت
رغم معاناته من مشاكل صحية معقّدة في سنواته الأخيرة، لم يتوقف عزت أبو عوف عن العمل والعطاء، واصل حضوره الفني حتى آخر لحظة تقريبًا، قبل أن يرحل عن عالمنا فجر الإثنين 1 يوليو 2019، عن عمر يناهز 71 عامًا.
كما شكل خبر وفاته صدمة كبيرة في الأوساط الفنية، وترك فراغًا لا يُعوض، خاصة لدى أولئك الذين عرفوه عن قرب، كإنسان قبل أن يكون نجمًا.