رئيس التحرير
محمود سعد الدين
NationalPostAuthority
الرئيسية حالا القائمة البحث
banquemisr

"خرجوا بالحلم.. ورجعوا بالكفن".. حكايات 18 بنت انتهت على أسفلت الإقليمي بالمنوفية

حكايات 18 بنت انتهت على أسفلت الإقليمي بالمنوفية
حكايات 18 بنت انتهت على أسفلت الإقليمي بالمنوفية

لم تكن رحلة ترفيهية، ولا خروجًا عشوائيًا... كانت مجرد محاولة بريئة من فتيات بسيطات لصنع مستقبل أفضل، تأمين مصروفات دراسة، أو تجهيز للزواج، أو حتى مساعدة في مصاريف البيت.


لكن الطريق الإقليمي لم يترك لهن فرصة... فاصطدم الحلم بالواقع، وانتهت كل قصة بكفن أبيض ووداع موجع.

في هذا التقرير نروي حكايات موجعة  لفتيات من ضحايا حادث المنوفية الذي هزّ مصر صباح الجمعة، كي لا تُنسى أسماءهن ولا تُدفن أحلامهن بصمت.

شيماء.. من كلية الهندسة إلى حقول العنب
 

الاسم: شيماء رمضان عبد الحميد

العمر: 23 عامًا

المؤهل: حاصلة على دبلوم فني والتحقت مؤخرًا بكلية الهندسة – الفرقة الأولى بجامعة المنوفية

كانت شيماء تحلم بأن تكون مهندسة ناجحة، وكانت تدرس وتعمل في نفس الوقت لتستطيع تحمل مصاريف التعليم.
يوم الحادث، خرجت من منزلها لتعمل في جمع العنب مقابل 130 جنيهًا في اليوم.
لكنها لم تعد.. توقفت رحلتها على الطريق الإقليمي، بعدما اصطدم الميكروباص الذي يقلها بسيارة نقل، فكانت إحدى ضحايا الحادث المروع.

 رويدا.. “نازلة أجهز نفسي للفرح”

الاسم: رويدا خالد إبراهيم حسن

شابة كانت مقبلة على الزواج خلال أسابيع

كانت تستعد لحفل زفافها وتُجهز نفسها بنفسها لأن أسرتها لا تملك تكاليف التجهيز.
قالت لوالدتها صباح الحادث: "أنا نازلة يا ماما فرحي قرب ومحدش هيجهزني.. أنا هجهز نفسي"
لكن بدلاً من الزغاريد، تبدلت الي تكبيرات الجنازة عادت رويدا إلى بيتها ملفوفة في الكفن.

هدير.. تمريض في النهار وحقول عنب في الصباح

الاسم: هدير (إحدى ضحايا الحادث)

المؤهل: طالبة في معهد تمريض

العمل: تعمل في قطف العنب مقابل 130 جنيهًا في اليوم

كانت تساعد أهلها في مصاريف دراستها، ورفضت الراحة يوم الجمعة حين طلبت منها والدتها أن تبقى بالمنزل قائلة: "ارتاحي يا بنتي النهاردة جمعة"، لكنها ردّت: “لا يا أمي.. علشان ألحق أحوش قرشين قبل موسم العنب ما يخلص”لم تكن تعلم أن هذا سيكون آخر خروج لها من البيت.

ضحى.. كانت بتحوش علشان تجيب تليفون وملحقتش تشوف نتيجتها
 

الاسم: ضحى همام الحفناوي

العمر: 14 عامًا

كانت ضحى قد أنهت امتحانات الشهادة الإعدادية، وتحلم بامتلاك هاتف بسيط مثل باقي زميلاتها.
بدأت تعمل في قطف العنب، وتحوش من يوميتها البسيطة "قرش على قرش"، علشان تشتري تليفون يدخلها عالم البنات اللي في سنها.
لكن الموت كان أسرع من فرحتها، حيث رحلت قبل ظهور نتيجتها في الشهادة الإعدادية بـ 24 ساعة فقط.
ماتت وهي تستعد لأول لحظات الفرح، لكن جاء كفنها أسرع من نتيجة تفوقها.

خرجوا يشتغلوا عشان بكرة.. وما رجعوش

العبارة التي تلخص مشهدًا يقطّع القلب، حيث خرجت الفتيات فجراً يحملن أحلامًا بسيطة: تجهيز عرس، دفع مصاريف كلية، أو شراء جزمة لأخ صغير.
لكن الشاحنة المسرعة لم تفرّق بين طموحات ولا أعمار.. فجمعتهن في نعوش متجاورة وجنازة واحدة.

قصص لم تكتمل

هؤلاء الفتيات كنّ وجوهًا لعشرات القصص المماثلة: فتيات قررن ألا يكنّ عبئًا على أسرهن، فخرجن في فجر قروي، وسط صقيع وحلم، ليعملن، لا ليلعبن.
لكن الطرق لا ترحم، والإهمال لا يميز، والنتيجة: كفن بدلاً من كتب الدراسة، وبكاء بدلاً من الزغاريد.

          
تم نسخ الرابط