الليلة.. الوثائقية تعرض فيلم رهائن أمريكا في طهران

تعرض قناة الوثائقية الفيلم الوثائقي المرتقب "رهائن أمريكا في طهران" الليلة في تمام الساعة الحادية عشرة، الذي يعيد فتح ملف واحدة من أكثر الأزمات السياسية والدبلوماسية تأثيرًا في القرن العشرين، والتي تسببت في توتر غير مسبوق بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولا تزال تداعياتها مستمرة حتى اليوم.
تفاصيل الأزمة الدبلوماسية التي قلبت موازين الشرق الأوسط
ويوثق الفيلم واقعة اقتحام السفارة الأمريكية في طهران يوم 4 نوفمبر 1979، حين اقتحمها طلاب إيرانيون مؤيدون للثورة الإسلامية، واحتجزوا 66 دبلوماسيًا وموظفًا أمريكيًا، في أزمة دامت أكثر من 444 يومًا، وأصبحت علامة فارقة في تاريخ العلاقات الأمريكية الإيرانية، إذ شكّلت بداية مرحلة جديدة من القطيعة والعداء بين البلدين.
رؤية تحليلية للأزمة
ويتتبع الفيلم تسلسل الأحداث ابتداءً من سقوط نظام الشاه محمد رضا بهلوي، وصولًا إلى حالة الغضب الشعبي عقب استقبال الولايات المتحدة للشاه للعلاج، وهو القرار الذي اعتبره الإيرانيون استفزازًا مباشرًا واستهانة بمطالب الثورة.
الأبعاد العسكرية والإنسانية للأزمة
ويركز "رهائن أمريكا في طهران" على التحركات السياسية والعسكرية التي قادتها إدارة الرئيس الأمريكي جيمي كارتر لمحاولة تحرير الرهائن، بما في ذلك عملية الإنقاذ الفاشلة التي وقعت في صحراء إيران، وأسفرت عن مقتل جنود أمريكيين، ما شكل لحظة صادمة للرأي العام الأمريكي وأدى إلى تغييرات عميقة في إدارة السياسة الخارجية.
شهادات حية ومقابلات نادرة بفيلم “رهائن أمريكا في طهران”
كما يتضمن الفيلم مقابلات نادرة مع عدد من الرهائن السابقين، ومسؤولين إيرانيين وأمريكيين سابقين، بالإضافة إلى محللين سياسيين ومؤرخين متخصصين في شؤون الشرق الأوسط والعلاقات الدولية، تكشف هذه الشهادات الأبعاد النفسية والإنسانية للأزمة، وتضعها في سياقها الجيوسياسي المعقد.
الثورة الإيرانية وتأثيرها الإعلامي
يربط الوثائقي بين هذه الأزمة وصعود التيار الإسلامي بقيادة آية الله الخميني، موضحًا كيف ساعدت أزمة الرهائن في تثبيت أركان النظام الجديد وتأكيد نفوذه محليًا ودوليًا، كما يُبرز الدور الإعلامي للأزمة حيث تحولت الصور القادمة من داخل السفارة إلى أدوات لتشكيل الرأي العام في كلا البلدين.
رسائل من الماضي للحاضر
لا يكتفي الفيلم بسرد وقائع تاريخية، بل يقدم قراءة استراتيجية تُظهر كيف أن أزمة الرهائن كانت نقطة تحول كبرى ساهمت في رسم معالم السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط لعقود تالية، ويطرح تساؤلات حول استمرار التوتر بين واشنطن وطهران ويكشف عن الجذور العميقة لهذا الصراع في مشهد دولي لا يزال يتشكل على وقع تلك اللحظة التاريخية.