أسعار الفضة تقفز لأعلى مستوى في 13 عاما متجاوزة 35 دولارا للأوقية

قفزت أسعار الفضة إلى مستويات قياسية، متجاوزة حاجز الـ35 دولارًا للأونصة للمرة الأولى منذ أكثر من 13 عامًا، بدعم من ارتفاع الطلب الصناعي واستمرار العجز في المعروض، ما يعزز النظرة الإيجابية تجاه المعدن الأبيض خلال المرحلة المقبلة.
سجلت الفضة مكاسب بنسبة 2.5% لتصل إلى 35.82 دولارًا للأونصة في التداولات الفورية، بعد أن لامست 36.08 دولارًا، وهو أعلى مستوى لها منذ فبراير 2012.
وقال نيتيش شاه، استراتيجي السلع في شركة "ويزدوم تري"، إن الأداء القوي للفضة يعود إلى "أساسيات متينة"، على رأسها العجز في الإمدادات والطلب الصناعي المتزايد، مشيرًا إلى إمكانية تقليص الفجوة بينها وبين الذهب خلال الفترة المقبلة.
تراجع نسبة الذهب إلى الفضة
شهدت نسبة الذهب إلى الفضة تراجعًا ملحوظًا إلى 94، مقارنة بـ105 في أبريل الماضي، ما يعكس تحسنًا في القيمة النسبية للفضة مقابل الذهب.
وتقيس هذه النسبة عدد أونصات الفضة اللازمة لشراء أونصة واحدة من الذهب، وتعليقًا على ذلك، قالت رونا أوكونيل، المحللة في "ستون إكس"، إن "اختراق الفضة لحاجز النسبة 100 حفّز تحركات تداول قوية في الأسواق".
الطلب الصناعي يقود الصعود
تشهد الفضة طلبًا متزايدًا باعتبارها معدنًا يجمع بين الوظائف الاستثمارية والصناعية، حيث ارتفعت أسعارها بنحو 24% منذ بداية 2025.
ويُستخدم المعدن بشكل واسع في الصناعات التقنية مثل الألواح الشمسية ومشاريع الطاقة، ووفقًا لمعهد الفضة، فإن القطاع الصناعي يستهلك أكثر من نصف الطلب العالمي على المعدن.
وأضاف شاه أن ضعف الاقتصاد الأمريكي وتعزز التوقعات بخفض أسعار الفائدة في الفترة القادمة، يزيدان من جاذبية الفضة والمعادن الثمينة عمومًا للمستثمرين.
الذهب يسجّل مكاسب قياسية أيضًا
من جهته، ارتفع الذهب بنسبة 29% منذ بداية 2025، بدعم من عمليات شراء كثيفة من البنوك المركزية حول العالم، وتوقعات باتباع سياسة نقدية أكثر مرونة في الاقتصادات الكبرى، مما يعزز توجه المستثمرين نحو الأصول الآمنة.
عجز مستمر في المعروض
على الرغم من انخفاض سعر الفضة بنسبة 21% هذا العام، فإن السوق ما زالت تعاني من نقص في المعروض للعام الخامس على التوالي.
ويرجع ذلك جزئيًا إلى طبيعة إنتاج الفضة، التي تُستخرج غالبًا كمنتج ثانوي من عمليات التعدين الأخرى، ما يجعل من الصعب زيادة الإمدادات استجابة لارتفاع الأسعار.
ويتوقع خبراء أن تستمر هذه الحالة من العجز، ما يدعم بقاء أسعار الفضة في مسار صعودي خلال الفترة المقبلة.