"لبيك اللهم لبيك".. أكثر من مليون ونصف حاج يُلبّون النداء من صعيد عرفات

في مشهد مهيب تهتز له القلوب وتدمع له العيون، صدحت جنبات صعيد عرفات الطاهر اليوم بصوت التلبية الخاشعة"لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك"، مرددًا إياها أكثر من مليون ونصف المليون حاج جاؤوا من مختلف بقاع الأرض، ملبين نداء الرحمن، في يوم عرفة، أعظم أيام الحج وأركانه.
من كل فج عميق، وفد الحجاج إلى عرفات، يحملهم الشوق وتحدوهم الرغبة في رحمة الله ومغفرته، طامعين في أن يكون حجهم مبرورًا وسعيهم مشكورًا وذنبهم مغفورًا، راجين العودة كما ولدتهم أمهاتهم، أنقياء من كل ذنب.
خطبة يوم عرفة من مسجد نمرة
منذ الساعات الأولى من فجر اليوم، بدأ الحجاج الوقوف على عرفات، حيث استمعوا إلى خطبة يوم عرفة التي ألقاها الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، إمام وخطيب المسجد الحرام، من مسجد نمرة.
وتناول الشيخ في خطبته أهمية الصلاة باعتبارها صلة بين العبد وربه وسبيل النجاة، مؤكدًا أن من الإيمان:
الصبر عند البلاء، الشكر عند النعماء، التوبة والندم بعد المعصية، صلة الأرحام، بر الوالدين، طيب القول، الوفاء بالعهود، وحسن الأخلاق.
كما شدّد على أن التقوى هي جوهر الدين وسر الفلاح في الدنيا والآخرة، داعيًا إلى التمسك بدين الله، وفعل أوامره وترك نواهيه، لأنها عنوان المؤمنين وسر ثباتهم.
وفي ختام الخطبة، خصّ الشيخ فلسطين وأهلها بدعاء مؤثر، سائلًا الله أن ينصرهم ويجبر كسرهم، ويحميهم من العدوان، قائلًا:
"اللهم كن لإخواننا في فلسطين، أطعم جائعهم، واكْسُ عاريهم، وآوِ طريدهم، وأمّن خائفهم، وانصرهم على عدوك وعدوهم، يا قوي يا عزيز."
من عرفات إلى مزدلفة.. ومناسك الحجاج مستمرة
بعد الخطبة، أدى الحجاج صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا بأذان واحد وإقامتين، ورفعوا أكفهم بالدعاء والتضرع حتى غروب الشمس، ثم توجهوا إلى مزدلفة، حيث سيبيتون ليلتهم ويجمعون الحصى استعدادًا لرمي الجمرات في أيام التشريق.
في مزدلفة، يؤدي الحجاج صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير، ويتهيأون بعد المبيت لرمي جمرة العقبة الكبرى فجر يوم عيد الأضحى، يليها ذبح الهدي، ثم طواف الإفاضة والسعي لمن لم يسعَ.
متابعة وزارية ميدانية لمخيمات الحجاج المصريين
في إطار المتابعة الميدانية، تفقد شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، مخيمات حجاج السياحة المصريين بعرفات، للاطلاع على جاهزيتها والتأكد من توفر جميع الخدمات الأساسية.
شملت الجولة فحص التكييفات، تجهيزات السلامة، وتوفير المياه والمشروبات الباردة، بالإضافة إلى جاهزية وسائل النقل المكيّفة لنقل الحجاج بين المشاعر.
وأكد الوزير أن راحة وسلامة الحجاج أولوية قصوى، مشيدًا بدور شركات السياحة في تنفيذ برامج الحج بمستوى احترافي، مع التزام الوزارة بمحاسبة أي شركة تُقصّر في تقديم الخدمات.