سيدة الشاشة.. كيف خلدت فاتن حمامة ثورة المرأة على الشاشة؟

تحل اليوم27 مايو ذكرى ميلاد الفنانة الراحلة فاتن حمامة، التي أصبحت خلال عقود قليلة واحدة من أقوى الأصوات النسائية في تاريخ الفن العربي، وأحد أبرز رموز التمرد على القوالب النمطية للمرأة في السينما المصرية.
لم تكن "سيدة الشاشة العربية" مجرد ممثلة متألقة، بل كانت صوتًا للمرأة وضميرًا للمجتمع، حوّلت شاشة السينما إلى منصة لطرح القضايا المسكوت عنها، وانتزاع الاعتراف بكرامة المرأة واستقلاليتها.
مساهمة فاتن حمامة في تغير وعي المجتمع
على مدى أكثر من 50 عامًا، لم تكن أدوار فاتن حمامة مجرد تمثيل، بل كانت حالات نضالية مكتملة، استطاعت من خلالها أن تغيّر نظرة مجتمع بأكمله إلى النساء، ومن أهم هذه الأدوار ما يأتي:-
فيلم "أريد حلاً" 1975
جسّدت دور "درية" المرأة المقهورة التي تصطدم بجدار قانون الأحوال الشخصية، وكان الفيلم دافعًا لتعديل القانون نفسه.

"الباب المفتوح" 1963
جسدت فيه شخصية "ليلى"، الفتاة التي واجهت سلطة الأب والمجتمع، وشاركت في الثورة، لتؤكد أن المرأة ليست مجرد تابع بل شريك في التحرير.

"دعاء الكروان" 1959
في واحد من أعقد الأدوار السيكولوجية، لعبت شخصية "آمنة"، التي جمعت بين الثأر والبحث عن كرامة مهدورة، في عمل أصبح مرجعًا في الدراما الإنسانية.

"أفواه وأرانب" 1977
قدّمت نموذجًا للمرأة الريفية الواعية، التي رفضت الاستغلال وتمردت على الفقر والهيمنة الطبقية.

"الأستاذة فاطمة" 1952
في دورها كمحامية، كسرت الصورة الذكورية السائدة، وأثبتت أن المرأة قادرة على النجاح في ساحات القضاء كما في قلوب الجماهير.

كيف أصبحت السينما سلاحًا للتغيير؟
لم تكن أفلام فاتن حمامة مجرد ترفيه، بل كانت محركًا للتغيير الاجتماعي، حيث دفعت أعمالها إلى مفاهيم متعددة ومنها:-
-تمكين المرأة من خلال شخصيات قوية ومستقلة.
-نقد الواقع الاجتماعي بشجاعة، كما في "الباب المفتوح" و"أفواه وأرانب".
-تحقيق تأثير تشريعي، كما حدث بعد عرض "أريد حلاً"، الذي ساهم في تعديل قوانين الطلاق في مصر.
رحيل فاتن حمامة
رغم رحيلها في 17 يناير 2015، إلا أن أعمالها مازالت تُدرّس اليوم في كليات الفنون كنماذج للفن الملتزم، وصورتها لا تزال تلهم فنانين ومثقفين ومدافعين عن حقوق المرأة.
وفي ذكرى ميلادها، لا تُذكر فاتن حمامة فقط كممثلة موهوبه، بل كرمز وطني واجتماعي، حرّرت النساء بعدسة الكاميرا، وتركت إرثًا لا يُقاس بعدد الأفلام، بل بحجم الوعي الذي زرعته في عقول الأجيال.