فضل صيام يوم عرفة 2025.. أعظم أيام السنة وتكفير للذنوب

مع كل عام هجري جديد، يعود إلينا موسم من أعظم مواسم الطاعة، أيام قليلة في عددها عظيمة في أجرها، تفيض فيها الرحمة، وتتنزل البركات، وتتسابق فيها القلوب المؤمنة إلى ميادين الخير والعمل الصالح. إنه موسم العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، الذي أجمع العلماء على أنه من أفضل أيام العام، لما فيه من فرص عظيمة للتقرب إلى الله، وعلى رأس تلك العبادات يأتي الصيام.

وقد خصّ الله عز وجل هذه الأيام بمكانة رفيعة، وأقسم بها في كتابه الكريم بقوله: ﴿وَالفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾، ولا يُقسم الله إلا بعظيم. كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "ما من أيامٍ العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام"، مما يجعلها فرصة ثمينة يغتنمها العاقل قبل أن تمضي.

فضل صيام يوم عرفة

صيام العشر من ذي الحجة، وإن لم يكن فرضًا، إلا أنه من أحبّ الأعمال إلى الله، خاصةً لمن لم يُدرك الحج. وقد روي عن السيدة حفصة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم تسع ذي الحجة، دلالةً على فضلها وحرصه عليها.

ويبلغ هذا الفضل ذروته في يوم عرفة، التاسع من ذي الحجة، والذي يُعد من أعظم أيام السنة. ففيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يُكفّر السنة التي قبله والسنة التي بعده"، أي أن صيام هذا اليوم يكفّر ذنوب عامين كاملين. إنها فرصة لا تعوّض، لا ينبغي للمؤمن أن يغفل عنها.

متى تبدأ العشر الأوائل من ذي الحجة 2025؟

تُحدد بداية العشر الأوائل من ذي الحجة برؤية الهلال، ويُتوقع أن تبدأ في منتصف يونيو 2025 تقريبًا، ويكون يوم وقفة عرفة في اليوم التاسع منها، يليه عيد الأضحى المبارك في اليوم العاشر. وستُعلن التواريخ الدقيقة بحسب الرؤية الشرعية في كل بلد.

أعمال يُستحب الإكثار منها في ذي الحجة

الفضل في هذه الأيام لا يقتصر على الصيام فحسب، بل تشمل أبوابًا عديدة من الطاعات: كالإكثار من الذكر والتكبير والتهليل، وتلاوة القرآن، والدعاء والاستغفار، والصدقة، وصلة الرحم، وقيام الليل، والتوبة النصوح. إنها فرصة متكاملة لتطهير القلوب، ورفع الدرجات، وتجديد الصلة بالله.

ومن حكمة هذا الموسم أنه دعوة إلهية سنوية للعودة إلى الله، وسط عالم تكثر فيه الفتن والانشغالات، ليقف العبد مع نفسه وقفة صدق، ويستعيد روح الإيمان، وسموّ الطاعة.