من هو إلياس رودريجيز منفذ الهجوم على موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن؟

كشفت السلطات الأمريكية عن هوية منفذ الهجوم المسلح الذي وقع مساء الأربعاء قرب متحف العاصمة اليهودي وسط واشنطن، وأسفر عن مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية. ووفقًا لبيانات رسمية، فإن المهاجم يُدعى إلياس رودريغيز، أمريكي الجنسية، يبلغ من العمر 30 عامًا، ويقيم في شيكاغو بولاية إلينوي.
تفاصيل الهجوم ودوافعه المحتملة
بحسب شرطة العاصمة الأمريكية، أطلق رودريغيز النار من مسافة قريبة على الموظفين الإسرائيليين أثناء مغادرتهما فعالية دبلوماسية نظمها فرع الشباب التابع للجنة اليهودية الأمريكية (AJC ACCESS). وأسفر الهجوم عن مقتل كل من يارون ليشينسكي وسارة ميلغريم.

وأكدت باميلا أ. سميث، رئيسة شرطة واشنطن، أن الهجوم يُحقق فيه كـ"جريمة كراهية محتملة أو حادث ذو طابع سياسي"، مشيرة إلى أن رودريغيز ردد عبارة "الحرية لفلسطين" عقب اعتقاله. ووفق ما نقلته شبكة CNN، صرح المشتبه به لاحقًا بأنه ارتكب الهجوم "من أجل غزة".
انتماءات سياسية ونشاط سابق
كشفت صحيفة The U.S. Sun البريطانية أن رودريغيز مرتبط بحزب الاشتراكية والتحرير، المصنف كتيار يساري متطرف في الولايات المتحدة. وتداولت منشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورًا ومقاطع تظهر مشاركته في تظاهرات مؤيدة لفلسطين خلال الأشهر الأخيرة، بالتزامن مع التصعيد في غزة.
وفقًا لما نشرته Newsweek، فإن حسابًا على منصة LinkedIn باسم إلياس رودريغيز — تتطابق صورته مع المشتبه به — يُظهر عمله في الجمعية الأمريكية لمعلومات طب العظام (AOIA) كـ"أخصائي إداري للملفات الشخصية". كما سبق له العمل في منظمة "هيستوري ميكرز"، المعنية بتوثيق السير الذاتية للأمريكيين الأفارقة، كمشرف على الإنتاج وباحث في التاريخ الشفهي.
يحمل رودريغيز شهادة بكالوريوس في اللغة الإنجليزية من جامعة إلينوي في شيكاغو، ويقيم في حي أفونديل بالمدينة، كما عمل سابقًا كاتب محتوى في مجالات تجارية وتقنية متعددة.

بيان يُنسب للمهاجم
الصحفي المستقل كين كليبنشتاين نشر ما قال إنه "بيان منسوب لرودريغيز" مكوّن من 980 كلمة، لم يتم التحقق من صحته بعد. البيان، المؤرخ قبل الحادث، يدعو إلى ما وصفه بـ"مظاهرة مسلحة" ردًا على ما اعتبره "إبادة جماعية إسرائيلية في غزة"، مؤكدًا فيه أن "الصمت الأمريكي على المجازر يغذي التوحش الممنهج".
ويشير البيان إلى أن دوافع رودريغيز ترجع إلى قناعته بأن "الاحتجاج السلمي لم يعد كافيًا"، وأن "الرأي العام الأمريكي يتغير ببطء تجاه إسرائيل، لكنه يُقابل بالإهمال من قبل الحكومة".
الهجوم استهدف مشاركين في فعالية دبلوماسية شبابية حملت عنوان "تحويل الألم إلى هدف"، بمشاركة منظمات تهتم بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وبحسب الشرطة، اقترب المهاجم من أربعة أشخاص عند خروجهم من الفعالية، وأطلق النار على اثنين منهم، ثم دخل المتحف حيث تم احتجازه.
لا تزال التحقيقات جارية حول دوافع رودريغيز الكاملة وخططه اللاحقة بعد دخول المتحف، فيما يتعامل مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) مع الحادث كـ"هجوم عنيف موجه"، بالتعاون مع شرطة العاصمة.
خلفية سياسية ومناخ مشحون
يأتي هذا الهجوم في وقت تشهد فيه الولايات المتحدة تصاعدًا في الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين، خصوصًا في الأوساط الجامعية، احتجاجًا على العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، ما يزيد من القلق حيال احتمالية تصاعد العنف المرتبط بالنزاعات الخارجية على الأراضي الأمريكية.