دراسة: مستخدمو اليد اليسرى أكثر عرضة للاضطرابات العصبية

أشارت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Psychological Bulletin إلى وجود ارتباط محتمل بين استخدام اليد اليسرى وزيادة احتمالية الإصابة ببعض الاضطرابات العصبية والنفسية، مثل التوحد، الفصام، وعسر القراءة، الأمر الذي يثير تساؤلات جديدة حول تطور الدماغ البشري وتأثير تفضيل اليد على الصحة العقلية.

ووفقًا للدراسة، التي أجراها فريق دولي من الباحثين، فإن الأشخاص المصابين بالتوحد أكثر عرضة لاستخدام اليد اليسرى بمعدل يزيد بـ3.5 مرات عن غيرهم، وذلك استنادًا إلى تحليل بيانات أكثر من 200 ألف شخص.

التفضيل اليدوي ومشاكل النمو العصبي

كشفت النتائج أن استخدام اليد اليسرى أو ما يعرف بـ"اليد المختلطة" – حيث يستخدم الشخص يده اليسرى لبعض المهام واليمنى لمهام أخرى – يظهر بشكل أكثر شيوعًا لدى الأفراد الذين يعانون من اضطرابات عصبية تطورية، مثل التوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

وقال د. جوليان باكهايزر، الباحث الرئيسي في الدراسة، إن "الابتعاد عن النمط الشائع لاستخدام اليد اليمنى يرتبط بوجه خاص بالحالات التي تؤثر على مراكز اللغة في الدماغ، مثل عسر القراءة والفصام، أو التي تبدأ في سن مبكرة من النمو العصبي مثل التوحد".

العلاقة بين اللغة وتفضيل اليد

أوضح الباحثون أن تفضيل اليد يرتبط عادة بنشاط الجانب الأيسر من الدماغ، وهو المسؤول عن اللغة والمنطق لدى معظم الناس. ولكن في بعض الحالات، لا يكون هناك جانب مهيمن واحد، مما يؤدي إلى توزيع وظائف اللغة بين جانبي الدماغ، وهو ما قد يفسر ارتفاع معدلات الاضطرابات اللغوية مثل التأتأة وصعوبات القراءة لدى مستخدمي اليد اليسرى.

هل تحدد اليد المهيمنة قبل الولادة؟

أحد أبرز ما توصلت إليه الدراسة هو أن اليد المفضلة لدى الإنسان قد تتحدد في وقت مبكر جدًا من الحياة، ربما حتى قبل الولادة. إذ تشير الأبحاث إلى أن مصّ الإبهام داخل الرحم، وتحديدًا في الأسبوع العاشر من الحمل، يمكن أن يكون مؤشرًا على اليد التي سيُفضّل استخدامها لاحقًا.

آثار طبية محتملة

تشير الدراسة إلى أن هذه النتائج قد تكون لها آثار عملية في مجالات مثل إعادة التأهيل العصبي، خاصة في حالات السكتات الدماغية، التصلب المتعدد، أو إصابات الدماغ، حيث يمكن أن يساعد فهم العلاقة بين تفضيل اليد ونشاط الدماغ في تصميم برامج علاجية أكثر دقة.

ورغم النتائج اللافتة، أشار الباحثون إلى أن هناك حاجة لمزيد من الدراسات لتحديد ما إذا كان تفضيل اليد يسبب تلك الاضطرابات بالفعل أم أنه مجرد مؤشر مبكر عليها.