بصراحة تفتح ملف البنزين المغشوش بالأدلة والمستندات: النائب محمد الجبلاوي يكشف وقائع خطيرة حول اختلاط المواد البترولية بالمياه

طلبات إحاطة برلمانية تفتح النار على الجهات المعنية: أزمة البنزين المغشوش إلى الواجهة من جديد

البنزين المغشوش أصبح وقودًا لا يشتعل في محركات السيارات فقط، بل في نفوس المواطنين، سواء مالكي السيارات أو العاملين عليها. الخوف والقلق من تلف المحركات بات هاجسًا يوميًا بعد تكرار وقائع اختلاط المواد البترولية بالمياه. الأزمة لم تعد شأنًا فرديًا، بل تسللت إلى كل بيت مصري، حتى وصلت قاعة مجلس النواب، محمّلة بالمستندات والصور ومقاطع الفيديو، رغم نفي بعض الجهات المعنية.

وكشف النائب محمد الجبلاوي عن امتلاكه أدلة موثقة بالصوت والصورة تُظهر تورط عدد من المستودعات في محافظة قنا بخلط البنزين بالمياه، مؤكدًا أنه تقدم بطلب إحاطة رسمي إلى مجلس النواب موجَّه إلى كل من وزير البترول والثروة المعدنية، ووزير التموين والتجارة الداخلية، بشأن ما وصفه بـ”تراخي وتقاعس الوزارتين في مواجهة ظاهرة غش الوقود”.

وأضاف الجبلاوي، في تصريحات خاصة لـ”بصراحة”، أنه أرفق مع طلب الإحاطة صورًا ومقاطع فيديو توثق حالات الخلط بين المياه والمواد البترولية، ما أدى إلى تلف سيارات عدد كبير من المواطنين، وتسبب في وقوع حوادث خطيرة، وحرائق أودت بحياة بعض الأبرياء.

وأشار إلى أن الأزمة لا تهدد الأفراد فحسب، بل تمس الأمن القومي، نظرًا لتأثيرها السلبي المباشر على الاقتصاد الوطني، من خلال تراجع كفاءة الطاقة، وزيادة الانبعاثات الضارة، وما يترتب عليها من أمراض مزمنة.

وطالب الجبلاوي بفتح تحقيق عاجل وتحويل الملف إلى اللجان البرلمانية المختصة لاتخاذ ما يلزم من إجراءات رقابية وتشريعية حازمة.

في السياق ذاته، تقدمت النائبة هناء أنيس رزق الله، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، وعضو أمانة المرأة المركزية بحزب الشعب الجمهوري، بطلب إحاطة إلى المستشار حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، موجّه إلى رئيس مجلس الوزراء، ووزيري البترول والتموين، بشأن شكاوى متزايدة من أعطال مفاجئة في السيارات يُعتقد أنها نتيجة غش أو تلاعب في جودة البنزين بعدد من محطات الوقود.

وأوضحت رزق الله أن “البنزين المغشوش” هو الوقود الذي يتم خلطه بمواد غير مطابقة للمواصفات القياسية بهدف زيادة الكمية على حساب الجودة، وهو غش يدر أرباحًا غير مشروعة لكنه يسبب أضرارًا جسيمة لمحركات السيارات ويشكل خطرًا بيئيًا واقتصاديًا.

كذلك، تقدمت النائبة فاطمة سليم، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة موجَّه إلى رئيس مجلس الوزراء ووزيري البترول والتموين، تناولت فيه ما وصفته بـ”موجة القلق المتزايدة” لدى المواطنين بسبب انتشار شكاوى حول “بنزين مغشوش”، وتوقف مفاجئ لبعض محطات الوقود.

وتساءلت سليم عن مدى علم الحكومة بهذه الوقائع قبل تفاقمها، وما الإجراءات التي اتخذت للتعامل مع هذه الأزمة، مطالبة بالكشف عن نتائج التحاليل إن أجريت، أو توضيح أسباب عدم القيام بها حتى الآن، مشككة في فاعلية آليات الرقابة الحالية، وإن كانت تشمل جميع مراحل النقل والتخزين والتوزيع.

من جهتها، تقدمت النائبة الدكتورة مها عبد الناصر، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة مماثل إلى رئيس الوزراء ووزيري البترول والتموين، حول تزايد شكاوى المواطنين من تعطل سياراتهم بعد تموينها من محطات مختلفة.

وأكدت عبد الناصر أن الشكاوى تركزت بشكل خاص على أعطال في مضخات الوقود، ما يشير إلى احتمالية وجود خلل في جودة البنزين المستخدم، داعية إلى تحرك عاجل من الجهات المعنية لطمأنة المواطنين ومحاسبة المسؤولين عن تلك الكارثة المحتملة