«عالحلوة والمرة معاه».. «إكرامي أحمد».. الكفيف الذي أبصر على حب الأهلي (صور)
لم تبعد الإعاقة المشجع الأهلاوي إكرامي أحمد، عن تشجيع ومؤازرة فريقه في بطولة كأس العالم للأندية الجارية، في ملاعب قطر التي تستضيف البطولة للمرة الثانية على التوالي.
ولد إكرامي أحمد كفيفًا، ونشأ في محافظة المنوفية، ووصف نفسه بالأهلاوي منذ الطفولة، ويقيم البالغ من العمر 31 عامافي الدوحة، وهو متزوج وله طفلين، ويعمل مشرفاللبرامج في مركز قطر الاجتماعي والثقافي للمكفوفين.
ولم تفصل الإعاقة بين شغف إكرامي وحبه للكرة، وحضوره ومتابعته لمباريات فريقه المفضل، وتتولى زوجته إيمان مهمة وصف ما يجري على المستطيل الأخضر، فهي المرافق الشخصي والمعلق الرياضي الخاص به، والتي تنقل له صورة حيّة مفصلة لأحداث المباراة.
يقول إكرامي، وهو في طريقه بمساعدة زوجته إلى استاد المدينة التعليمية لحضور مباراة الأهلي أمام الدحيل في بطولة كأس العالم للأندية FIFA قطر 2020، إن كثيرامن الأشخاص يعبرون عن دهشتهم واستغرابهم؛ كيف لشخص كفيف أن يهتم برياضة كرة القدم دون أن يرى الاستاد واللاعبين؟.
ويرد إكرامي: “نعم يمكن لشخص كفيف الاستمتاع بحضور مباراة كرة قدم مثل شخص مبصر على حد سواء،ما لا يعرفه البعض أن للكفيف عالمه الخاص، ولديه مهارة فريدة في تسخير الحواس الأخرى لرسم صورة نابضة بالحياة في مخيلته، ما يجعله قادراعلى قضاء وقت ممتع مليء بالحماس والتفاعل مع اللعبة، ولهذا السبب نجد الكثير من المشجعين من ذوي الإعاقة البصرية متحمسين لرياضة كرة القدم”.
اقرأ أيضًا..أول تعليق من حارس الأهلي على استبعاد كهربا والشحات من المونديال
وتابع إكرامي الكثير من المباريات للأهلي، لكن مباراة الدحيل كانت أول مباراة له في مدرجات الاستاد، وكان يكتفي بمتابعة المباريات على التلفاز، وتابع من قبل منافسات النسخة السابقة من مونديال الأندية التي أقيمت أيضافي قطر، وكذلك مباريات كأس العالم روسيا 2018.
وخلال المباراة التي جمعت الأهلي والدحيل على استاد المدينة التعليمية، كانت برفقته زوجته إيمان، واحتفلا معابفوز الأهلي بهدف واحد دون رد، ووسط أجواء احتفالية على مدرجات الاستاد التي ضجت بالهتافات من كل جانب، أمضى الزوجان وقتاممتعاوسط الجمهور الذي أبدى درجة كبيرة من الوعي بالتزامه بإجراءات التباعد الجسدي وغيرها من تدابير السلامة، تماشيامع توجيهات وزارة الصحة العامة في قطر للوقاية من فيروس كورونا.
وقدم إكرامي الشكر لزوجته: “على الرغم من أن إيمان ليست مشجعة متحسمة لرياضة كرة القدم، إلا أن طبيعة حياتنا اليومية وخصوصية العلاقة التي تجمعني بها كزوج كفيف، جعلتها تدرك جيداكيف تصف لي أحداث المباراة بدقة تامة وبأسلوب تفاعلي، لتنقل لي صورة واضحة لمجريات المباراة وما يرافقها من أجواء حماسية، فهي تساعدني ببراعة على تصور مشهد متكامل للأحداث في مخيلتي”.
واختتم حديثه معبرًا عن فرحته بحضور المباراة قائلا: “تغمرني مشاعر السعادة بدءامن اللحظة التي أغادر بها المنزل متجهاإلى الاستاد، ويتصاعد الحماس أثناء وجودي بين المشجعين الذين أتابع ردود أفعالهم من أصوات وهتافات، سواء كانت مرحبة بقرار الحكم ومجريات المباراة أو معترضة عليها، فهي تساعدني على معرفة ما يدور بالتحديد على أرضية الملعب”.