في حوار خاص لموقع بصراحة.. خالد صلاح "مؤلف مسلسل معاوية" يكشف الكواليس وسر المشاهد المحذوفة

-مسلسل معاوية يؤسس لخطاب ديني جديد
-المسلسل رسالة لفهم الوقائع التاريخية بطريقة عقلانية
-استعنا بخبراء تاريخ وتم مراجعة الحلقات والتدقيق التاريخي لها
-الناس غرقى في تقديس من لا قداسة لهم
-حامل الرسالة وكتاب الله فقط من لهم القداسة وما دون ذلك يؤخد ويرد
-المنع أكثر ما يحزنني.. والغرب قدم "يسوع" في السينما
-الحل لنهضة الأمة هو وضع الناس في أحجامهم دون تقديس أو تقليل
-مسلسل معاوية انتصار للدولة المدنية في مواجهة عبث الفتاوى الدينية
-معاوية هو بداية هذا الفكر المدني ولذلك ربنا نصره
-الدول الدينية تنهار بسهولة والدليل ما حدث لجيش سيدنا علي
-المشاهد المحذوفة كانت إما زائدة أو مراعاة لمشاعر المسلمين
-المسلسل فرصة لسحب المختلفين إلى أرضية التاريخ وليس الفقه
-الناس لا تقرأ التاريخ فهم عبيد لـ"قنوات اليوتيوب"
-اثنان من قتلة عثمان بن عفان كانوا أقرب لـ علي بن أبي طالب.. إزاي؟؟
-متحمس للكتابة عن الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان
-بوفاة عثمان بن عفان لن تجد في التاريخ أي موقف سلبي لمعاوية
ما إن أعلنت قناة إم بي سي عرض مسلسل معاوية والجدل من وقتها لم يتوقف، شخصيات تاريخية حساسة وأحداث منذ 1400 عام لم يتفق المسلمون حولها حتى الآن، ليبدأ حيز الجدل في الاتساع والانتشار.
موقع بصراحة الإخباري حاور "مؤلف العمل" الكاتب الصحفي والسيناريست خالد صلاح، وسأله عن الجدل الذي أثاره المسلسل بمجرد إعلان عرضه، فرد بأن رسالة مسلسل «معاوية» تكمن في سعيه لفهم الوقائع التاريخية المرتبطة بالصحابة بطريقة عقلانية.
سألناه أيضا عن كواليس دخوله عالم كتابة السيناريو والدراما، ورد على الانتقادات التي تعرض لها مسلسل" معاوية، وماذا قال عن بيان الأزهر بمنع المسلسل، وكشف سبب اعتذر طارق العريان عن عدم الاستمرار بالمسلسل.

معاوية الإنسان وليس الخليفة
خالد صلاح أكد أن العمل لم تكن غايته صوغ حكاية تُضاف إلى سجل الروايات المتضاربة، أو الانتصار لرؤية على أخرى، كل ما أراده أن يقترب من معاوية لا كخليفة نقش اسمه على دواوين الحكم، بل كإنسان وجد نفسه في قلب زلزال لا يهدأ، وأجبرته الحياة على أن يكون لاعبًا رئيسيًا في صراعات لم يخترها بنفسه، بل ألقتها الأقدار بين يديه.
العمل الدرامي كما وصفه خالد صلاح، كان تسليطا للضوء على الحقائق التاريخية، ومساهمة في تنحية القداسة عمّن لا يستحقها، وإعطاء المجال لفتح النقاش حول الجوانب الإنسانية، والسياسية للشخصيات المثيرة للجدل، بل وتأسيسا لخطاب ديني جديد يعتمد على التحليل والنقد البناء بعيدًا عن التقليد الأعمى، ويعزز من أهمية الفهم العميق للتاريخ الإسلامي بعيدًا عن التأويلات المغلوطة أو المبالغة في تقديس الأشخاص.
الكاتب الصحفي الكبير خالد صلاح، مؤلف مسلسل معاوية الذي يُعرض في رمضان 2025، رد على انتقادات ومطالبات البعض بمقاطعة العمل، معتبرا أن المنع أمر"مُحزن"، فالأصل هو أن تعطي الحرية للناس في أن يشاهدوا ويقرروا، لكن المنع يحدّ من حرية التفكير، وأن الجدل طبيعي ومتوقع، لأن المسلسل يناقش قضية تاريخية خلافية.
الشيطان والثورة على عثمان
وفي لقائه مع موقع بصراحة الإخباري، أوضح مؤلف "معاوية" أنه لم يرى شيطانا في التاريخ الإسلامي أكبر من ذلك الشيطان الذي كان في ثورة المصريين والكوفيين والبصريين على سيدنا عثمان بن عفان وكذلك معركتي الجمل وصفين.

وعاب خالد صلاح على كثير من الناس تقديس من لا قداسة لهم، قائلا:"الناس غرقى في تقديس من لا قداسة لهم.. المقدس هو كتاب الله وحامل الرسالة"، مشددا على أن الحل لنهضة هذه الأمة وأن يكون فيها خطاب ديني جديد علينا أن نرى الناس في أحجامهم دون تقديس أو تقليل".
وعن جدلية الانتقال من تجسيد الصحابة إلى الاشتباك معهم، قال:" رسالة العمل أنه لا أحد مقدس غير النبي محمد.. كل الناس ارتكبوا أخطاء وعملوا صواب.. لا تدفعونا إلى السير عميانا وراء أشخاص قدستموهم كسلف وهم لا يستحقون التقديس"، لافتا أن أبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب اختلفا في مسألة حروب الردة.
الاختزال والدولة المدنية
وكشف أن الحافز في كتابة هذا المسلسل هو الانتصار للدولة المدنية في مواجهة عبث الدول التي تعتمد على الفتاوى الدينية، لافتا أن من يتصورون أنهم يحكمون باسم الدين "تفكيرهم باطل".
وواصل خالد صلاح دفاعه عن الدولة المدنية، قائلا:" هي الأساس ومعاوية بن أبي سفيان كانت بداية هذا الفكر ولذلك ربنا نصره".
وعن التهديدات التي واجهت المسلسل، اعترف مؤلف العمل بوجود تهديدات بالفعل من المتطرفين هنا أو هناك، خاصة الدول التي تضم طوائف ومذاهب متعددة، مشيرا إلى بيانات المرجعية العراقي مقتدى الصدر العنيفة ضد المسلسل.

وأشاد بشجاعة قنوات إم بي سي في اتخاذ قرار عرض المسلسل، وهو ما خلق حالة من الحوار في العالم العربي ودفع المشاهدين للبحث والتفكير، حتى لو اختلفوا معه في وجهات النظر.
وحول ما تردد بشأن المشاهد المحذوفة، كشف أن تلك المشاهد كانت إما زائدة أو أخرى استبعدت مراعاة لمشاعر المسلمين ومن أبرز تلك المشاهد أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان "أم المؤمنين" وأيضا مشاهد معركة صفين التي وصفها بـ"القاسية".
سألنا "مؤلف معاوية" عن كيفية رسمه شخصية معاوية وهل كان الأمر توثيقا للتاريخ أنه مجرد عمل درامي، فأجاب خالد صلاح:" هذه المنطقة كانت بحاجة لمزيد من العمق والدراسة أن الناس يختزلون الأمر يعني إذا كان علي بن أبي طالب من أهل البيت فهو على حق، ومعاوية من بني أمية فهو مدان"، مؤكدا أنه بوفاة عثمان بن عفان لن تجد في التاريخ أي موقف سلبي لمعاوية بن أبي سفيان.
وأبدى خالد صلاح تحمسه لتأليف مسلسل جديد عن الخليفة الأشهر في بني أمية عبد الملك بن مروان، لأنه من أكمل مسيرة معاوية، لافتا أننا حاكم معاوية على جرائم ابنه يزيد.
وعن الهدف الرئيس من المسلسل، هو الاشتباك وسحب الختلفين على أرضية التاريخ وليس أرضية الفقه، قائلا:" الناس عبيد لقنوات اليوتيوب".
“معاوية” من أجل فهم أعمق للتاريخ
وحول الجدل القائم بشأن اعتماد المسلسل على الروايات السنية او الشيعية،أوضح صلاح أن العمل لم يعتمد على رؤية دينية محددة وإنما استند إلى الوقائع التاريخية المدعومة بالمصادر المختلفة.
وقال:" لم نسع إلى تقديس معاوية او شيطنته بل حاولنا تقديمه كشخصية تاريخية لها أبعادها السياسية والإنسانية.. هدفنا تسليط الضوء على تاريخ المسلمين ليس بهدف تأجيج الفتن وإنما لفهم أعمق للتاريخ والتعلم منه.

وفي لقائه مع الكاتب الكبير، انفرد موقع بصراحة بالاطلاع على الصورة النهائية لاسكربت وحلقات المسلسل التاريخي معاوية بن أبي سفيان والمكونة من 180 صفحة.
مسلسل معاوية، مازال يواصل إثارة الجدل بين من يراه محاولة لقراءة التاريخ من جديد، ومن يعتبره عملا متحيزا ومثيرا للفتنة، وفي النهاية يبقى الحُكم للمشاهد على الرجل والذي يعد أكثر الشخصيات إثارة للجدل خلال 1400 عام مضت.

المسلسل دراما تاريخية تُعرض على قناة إم بي سي خلال شهر رمضان 2025، من تأليف خالد صلاح وإخراج طارق العريان، بطولة كل من الممثل السوري لجين إسماعيل في دور معاوية بن أبي سفيان، إياد نصار في دور الإمام علي بن أبي طالب، أيمن زيدان في دور عثمان بن عفان، سامر المصري في دور عمر بن الخطاب.








