خبير تربوي يوضح كيفية استثمار وأولياء الأمور الوقت في رمضان، الوقت في رمضان كنز

من المهم التأكيد على أن شهر رمضان هو فرصة ذهبية للإنجاز والتفوق، وليس كما يظن البعض بأنه وقت للكسل والخمول، فالصيام يسهم في تخليص الجسم من السموم التي تؤثر عليه، مما يؤدي إلى زيادة نشاط وحيوية المخ، ويتيح للطلاب الاستفادة القصوى من وقت المذاكرة، علاوة على ذلك، يوفر رمضان فرصة للاسترخاء الذهني والروحانيات العالية التي تمنح الفرد شعورًا بالراحة والهدوء.
كيفية استثمار الوقت في رمضان 2025
هذه المشاعر الإيجابية تساعد في تنشيط الذهن وتقليل القلق والتوتر، مما يعزز الأداء ويزيد من الإنجاز. ولهذا يصف الصائمون هذه الفترة بأنها "بركة في الوقت"، وهو أمر حقيقي؛ فكل لحظة في رمضان تحمل بركة وتفتح أبوابًا للنجاح والتقدم.
ولكن هذه الاستفادة من الوقت لن تتحقق إلا بحسن تنظيمه وإدارته ولذلك على الأسرة أن تحرص على تدريب الطلاب على ذلك، وفيما يلي سيوضح لنا الدكتور عاصم حجازي أستاذ علم النفس التربوي المساعد بـ جامعة القاهرة ويمكن اتباع خطوات بسيطة لتدريب الأبناء على تنظيم الوقت وإدارته ومنها :
_ توجيه أنظار الأبناء إلى أهمية الوقت وخطورة إهداره فيما لا يفيد وضرورة استغلاله لتحقيق مزيد من النمو والتطور.
_ ولن يكون للوقت أهمية طالما أن الابن ليس لديه أهداف يسعى لتحقيقها لذا يجب أن نساعد ونشجع الأبناء على أن يكون لهم أهداف واضحة يسعون لتحقيقها.
_ وهذه الأهداف يجب أن تتسم بالتنوع حيث يجب أن يكون بعضها دنيويا وبعضها أخرويا يتطلب الالتزام بالعبادة . أما الدنيوية فيجب أيضا أن تكون واضحة ومرنة ومتنوعة .
_ يمكن تخصيص الأيام التي يوجد بها متسع من الوقت للأهداف الكبيرة كمراجعة مادة صعبة أو عدد أكبر من الموضوعات أما الأيام المزدحمة بالمهام فيمكن اختيار أهداف متوسطة أو بسيطة لتحقيقها ولكن لا ينبغي أن يمر يوم دون تحقيق هدف مرتبط بالدراسة.
_ يجب توزيع الإجراءات الخاصة لتحقيق الأهداف على أوقات محددة من اليوم بحيث يكون لكل مهمة وقت محدد للبدء وآخر للانتهاء .
_ كما بجب الحذر من الوقوع فريسة للمشتتات والتي يأتي على رأسها الإنترنت وصفحات التواصل الاجتماعي تحديدا والتليفزيون والأحاديث المطولة فيما لا فائدة منه.
_ وينبغي عند تقسيم الوقت أن نراعي الأوقات المناسبة لكل نشاط فمثلا الصلاة لا يمكن تأخيرها عن وقتها ولكن يمكن أن يصلي الطالب الصلاة في وقتها وأن يكون وقت الصلاة فاصلا بين فترات المذاكرة حيث ينصح أساسا بتوزيع الجهد في المذاكرة على فترات وعدم تركيزه في فترة واحدة مجمعة . كذلك يمكن استغلال فترات مابعد الفجر وما بعد صلاة العشاء للمذاكرة وذلك لأن هذا الوقت عادة يكون التركيز فيه أعلى ويمكن أيضا في فترة ما بعد العشاء أن يفصل بين الموضوعات التي يقوم بمذاكرتها بركعتين من صلاة التراويح. والصلاة أهمية كبرى فهي فضلا عن ثوابها العظيم فإنها أيضا تساعد على تنشيط الدورة الدموية وتساعد على الاسترخاء الذهني والعملي وبالتالي يعود الطالب بعدها للمذاكرة أكثر نشاطا وحيوية.
_ لابد أيضا من تعويد الأبناء على كتابة المهام اليومية في جدول في بداية اليوم ومراجعة ما تم إنجازه معهم في نهاية اليوم.
_ ومكافأة الابن على الالتزام بالانتهاء من المهام التي حددها مسبقا سوف تزيد من اهتمامه بالالتزام بالوقت واحترامه وتجعله أكثر حرصا على المحافظة عليه.
_ يجب أن ندرك العلاقة بين نشاط الجسم وحسن استغلال الوقت فبعض الأنشطة الجسدية قد تعوق استغلال الوقت بشكل أفضل وذلك كممارسة رياضة عنيفة مثلا أو مجهدة.
_ وكما أن بعض الأنشطة الجسدية المجهدة تعوق استغلال الوقت وتؤدي إلى إهداره فكذلك عدم الاهتمام بالتغذية السليمة وعدم الاهتمام بأخذ قسط كاف من النوم .
_ لذلك ولضمان الاستفادة من الوقت يجب الحرص على ممارسة رياضة خفيفة لتنشيط الدورة الدموية والحرص على تناول الطعام الصحي الذي لا يسبب التخمة والكسل وينبغي تناول كميات كافية من الماء.
_ استغلال أوقات الصفاء الذهني وارتفاع مستوى الدافعية فكلما شعر الطالب بأنه في حالة مرتفعة من الحماس والدافعية والقدرة على التركيز فعليه أن يبادر للمذاكرة حتى وإن كان ذلك مخالفا لخطته والأوقات التي حددها فالمرونة مطلوبة في خطط المذاكرة.
_ لابد من إجراء تقييم يومي لكفاءة تنظيم الوقت واستثماره والاستفادة من نتائج هذا التقييم في تطوير الأداء.