ذكرى ميلاد سهير البابلي.. ناظرة الكوميديا التي أضحكت أجيالًا ورحلت في صمت

تُعد سهير البابلي واحدة من أبرز نجمات الكوميديا في تاريخ الفن المصري، حيث امتد مشوارها الفني لأكثر من نصف قرن. 

لقّبت بـ"ناظرة مدرسة الكوميديا" نظرًا لأسلوبها الفريد في الأداء، وتميزت بأدوارها في المسرح والتلفزيون والسينما، قبل أن تعتزل وتبتعد عن الأضواء.

البداية من فارسكور إلى المسرح القومي

وُلدت سهير حلمي إبراهيم البابلي في 14 فبراير 1937، بمركز فارسكور بمحافظة دمياط. ظهرت موهبتها منذ الطفولة، حيث كانت تقلد الفنانين أمام زميلاتها. شجعها والدها على صقل موهبتها فالتحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية ومعهد الموسيقى، وتتلمذت على يد كبار المخرجين مثل حمدي غيث ونبيل الألفي وعبد الرحيم الزرقاني. بدأت مشوارها الفني عام 1957 وقدمت خلاله أكثر من 12 مسرحية و40 فيلمًا و15 مسلسلًا.

رحلة التألق على خشبة المسرح

بدأت سهير البابلي خطواتها الأولى في المسرح القومي بمسرحية "شمشون وجليلة"، ثم تألقت في مسرح القطاع الخاص عبر أعمال مثل "على الرصيف"، "الدخول بالملابس الرسمية"، و"بلدي يا بلدي". كان أبرز أدوارها في "مدرسة المشاغبين" بدور مدرسة الفلسفة، كما تألقت في "ريا وسكينة" بشخصية سكينة أمام شادية، واستمر عرض المسرحية ثلاث سنوات.

الاعتزال المفاجئ بعد "عطية الإرهابية"

كان آخر ظهور لها على المسرح من خلال مسرحية "عطية الإرهابية" عام 2005، التي جاءت بالتزامن مع تصاعد حوادث الإرهاب في مصر. فجّرت البابلي مفاجأة كبيرة بقرار اعتزالها الفن وارتداء الحجاب أثناء عرض المسرحية، ما دفع المخرج جلال الشرقاوي إلى استبدالها بابنته عبير الشرقاوي لاستكمال العمل.

أدوار سينمائية متنوعة

تنقلت سهير البابلي بين الكوميديا والتراجيديا في السينما، حيث بدأت بفيلم "إغراء" عام 1957، وشاركت في أفلام مميزة مثل "لن أعود"، "المرأة المجهولة"، "حياة امرأة"، "يوم من عمري"، "الحلوة عزيزة"، "نهر الحب"، "جناب السفير"، و"أميرة حبي أنا".

نجاح درامي ووداع نهائي للفن

لم تقتصر نجاحاتها على المسرح والسينما، بل حققت شعبية واسعة في الدراما التلفزيونية من خلال أعمال مثل "ليلة عسل"، "استقالة عالمة ذرة"، "الشاهد الوحيد"، و"أخطر رجل في العالم". وكان مسلسل "قلب حبيبة" آخر أعمالها بعد ارتداء الحجاب، حيث اعتزلت الفن نهائيًا بعده.

رحلت سهير البابلي عام 2021، تاركة إرثًا فنيًا خالدًا في ذاكرة الجمهور، وظلت حتى اليوم واحدة من أبرز رموز الكوميديا المصرية.