موعد الإسراء والمعراج 2025.. لماذا لم تحمل الملائكة النبي بأجنحتها وحمله البراق؟

تقترب ذكرى الإسراء والمعراج عام 2025، والتي توافق ليلة 27 من شهر رجب. وبحسب الحسابات الفلكية، سيصادف يوم الإثنين 27 يناير 2025 ليلة الإسراء والمعراج، حيث تبدأ من مغرب يوم الأحد 26 يناير وتنتهي فجر الإثنين 27 يناير. ومع اقتراب هذه الذكرى العظيمة، يتساءل الكثيرون عن الحكمة في أن يكون الإسراء باستخدام البراق بدلاً من حمل الملائكة للنبي صلى الله عليه وسلم بأجنحتها.

الحكمة في الإسراء بواسطة البراق بدلاً من أجنحة الملائكة

في تفسير ذلك، أوضحت دار الإفتاء أن الحكمة في اختيار البراق دون أجنحة الملائكة تعود إلى أن الإسراء كان يتضمن أمرًا عجيبًا. إذ كان النبي صلى الله عليه وسلم يمر في طريقه على مشاهد وآيات عظيمة، مما يتطلب وسيلة تنقل متفردة، مثل البراق. ولأن البراق هو دابة صغيرة، تميزت بحجمها عن أجنحة الملائكة أو الريح التي كانت تحمل أنبياء آخرين، كان لهذه الوسيلة دلالة خاصة في مسار الرحلة. وقد عظم الله سبحانه وتعالى البراق بحضور أعظم الملائكة، حيث كان جبريل عليه السلام ممسكًا بركابه، وميكائيل عليه السلام ممسكًا بزمامه، مما جعل الرحلة أتمّ وأشرف.

الحكمة في المعراج

أما عن المعراج، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصعد إلى السماء على سُلم (المعراج)، ولم يكن هذا العروج باستخدام أجنحة الملائكة كما في الحالات الأخرى. فقد حمل المعراج معاني أعمق، إذ كان بمثابة رفع متسلسل للنبي صلى الله عليه وسلم عبر المراتب السماوية، حيث كان يسير خطوة بخطوة إلى أن وصل إلى سدرة المنتهى. رافق النبي صلى الله عليه وسلم في هذا العروج جبريل عليه السلام ليشعره بالأمان ولزيادة تكريمه.

تعريف الإسراء والمعراج

الإسراء في اللغة: هو سير الليل، كما جاء في القرآن الكريم: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ﴾ [الإسراء: 1]. وكان المقصود به سير النبي صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى في القدس.

أما المعراج، فهو الارتفاع أو السُلم الذي يرتقي عليه، وهو الرفع الذي حدث للنبي صلى الله عليه وسلم من المسجد الأقصى إلى السماوات، حيث وصل إلى سدرة المنتهى.

تكريم النبي في رحلتي الإسراء والمعراج

تعد رحلة الإسراء والمعراج واحدة من أبرز معجزات النبي صلى الله عليه وسلم، وهي كانت تكريمًا خاصًا له من الله سبحانه وتعالى. من خلال هذه الرحلة، أظهر الله تعالى مكانة النبي العظيم ورفعته، كما أطلعه على آياته الكبرى، كما ورد في قوله تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الإسراء: 1].

تعتبر رحلة الإسراء والمعراج علامة فارقة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، إذ كانت بمثابة تجديد لقوة إيمانه ورفع لمقامه، مما أضاف إلى تاريخ الإسلام لحظةً من الفخر والعظمة.