رئيس التحرير
محمود سعد الدين
NationalPostAuthority
الرئيسية حالا القائمة البحث
banquemisr

محمد مصلوح يكتب: الأسطورة بالحب مش بالأرقام.. وعندما يتحدث نور الشريف عن الاحتراف

محمد مصلوح يكتب: الأسطورة بالحب مش بالأرقام
محمد مصلوح يكتب: الأسطورة بالحب مش بالأرقام

الحب هو أكبر عاطفة تغييرية في الحياة؛ أكبر عاطفة تجعلك تضحي وأنت سعيد، لا معنى للحياة بدون وجود مشاعر صادقة تنبع من صميم القلب، وتعبر بشدة عن مقدار الحب والعشق المكنون بداخلنا سواء لشخص آخر أو للوطن أو لكيان تنتمي له.

أعظم شعور يسكن قلبك ويسعدك هو الحب؛ فما بالك لو كان هذا الحب لله سبحانه وتعالى! فأعرف الله؛ لتحبه، ومعرفته تتحقق بـ «تدبر كتابه، وامتلاء قلبك بمعاني أسمائه وصفاته».

عالم كرة القدم جزء من حياتنا فبالرغم من أنها لعبة رياضية في الأساس ترفيهية وتدعو لبعض السلوكيات الطيبة ومنها التعاون والروح الرياضية، ولكن أيضا هناك أشخاص يعتبرونها جزء من حياتهم.

الحب الشديد الذي يتحول في بعض الأوقات إلى جنون لدى بعض مشجعي كرة القدم يجعلهم، ينحازون للفريق الذي يشجعوه أكثر من أي شيئا آخر، لذلك أعتقد أن الحب هو المعيار الأساسي في أن نطلق على لاعب كرة قدم موهوب ولديه قدرات فنية ومهارية فذة «أسطورة كروية» فالأرقام والألقاب ليست المعيار الحقيقي، والدليل القوى والأشهر، ما حدث مع أعظم من أنجبته كرة القدم في العالم، «الساحر الأسطوري دييجو أرماندو مارادونا» الذي عشقه شعب كرة القدم بالعالم أجمع ووصل العشق للجنون، ومن يريد أن يعرف مدى حب جماهير الأرجنتين للأسطورة مارادونا يشاهد كيف كانت مباراة اعتزاله التي بكت فيها الجماهير وتساقطت الدموع كالسيول في المدرجات.

بالطبع الانجازات والبطولات تضع اللاعب في مكانة مرموقة ولكن قد لا تدخله قلوب الجماهير مثل غيره من اللاعبين الاخرين، بالرغم أن (FIFA) وضع معيار الأساطير هم الذين حققوا شيئاً مهماً في لعبة كرة القدم، مع الأخذ في الاعتبار الإنجازات المرتبطة بمسيرتهم المحلية والدولية سواء لاعبين أو مدربين يمكن تسميتهم أساطير كروية.

القدوة في القيادة هي أمر حيوي في كرة القدم، ويمكن للنجوم الذين ألهموا ملايين المشجعين في الماضي أن يحدثوا فرقاً كنماذج يحتذى بها للأجيال القادمة، وهناك العديد من نجوم كرة القدم الذين كانت لهم أدوار اجتماعية وإنسانية في مجتمعاتهم.

 أسطورة كرة القدم ليس بجمع الألقاب أو البطولات

أوكد للمرة المليون أن أساطير كرة القدم ليسوا بجمع الألقاب أو البطولات، مع كامل تقديري واحترامي لجميع اللاعبين الأبطال الذين حققوا العديد من البطولات أمثال حسام عاشور أو رامي ربيعة أو محمد الشناوي لاعبي الأهلي ولكن لايمكن أن يقارن أي منهم بالأسطورة صالح سليم أو محمود الخطيب أو محمد أبوتريكة، وكذلك شيكابالا في الزمالك جماهيره تعتبره أسطورة لآنه نجح في أن يسكن قلوبهم.


كما أن اللاعبين أصحاب الشهرة الطاغية والذين نطلق عليهم أساطير أمثال «بيليه - مارادونا - دينو زوف - رونالدينيو -  زيدان - باولو روسي - أوزيبيو - فرانز بيكنباور - ميشال بلاتيني - يوهان كرويف - ميسي - كريستيانو  رونالدو- رونالدو الظاهرة» وآخرون كثيرون لعبوا دورًا كبيرًا في نشر شعبية اللعبة وكانوا مصدر إلهام للأجيال الجديدة سواء بسبب أدائهم المبهر في الملعب أوسلوكهم  في تصرفاتهم الحياتية برا الملعب أو ما يتمتعوا به من «كاريزما».

نور الشريف عندما يتحدث عن احتراف كرة القدم 

لكي نطبق ما سبق يجب أن نشاهد نموذج محترف في عمله وهو الفنان الراحل نور الشريف الذي يطلق عليه الكثيرون العبقري أو الفنان المثقف، حيث كان في بداية حياته المهنية، يعيش فترة مرتبكة، حين انقسم قلبه بين حب الكرة ومشروعه الرياضي المتوّج باللعب بين ناشئي الزمالك، وبين الرغبة في التمثيل.

نور الشريف خلال مشواره الفني الحافل تمكن من حفر اسمه بأحرف من ذهب، ليصبح واحدًا من أبرز نجوم جيله بموهبة استثنائية وحضور مميز، فهو أحد فناني مصر الذين رحلوا تاركين خلفهم إرثا فنيا لا ينسى ما بين السينما والدراما وحتى المسرح.

نور الشريف بـ"الفنان المفكر"، كان دائم التحليل، ولم يقبل أي شيء على علته، سواء في الفن أو كرة القدم.

تعرض محمد جابر محمد عبد الله المعروف باسم نور الشريف مواليد 28 أبريل 1946، لإصابة بالغة في قدمه، ولازم الفراش 3 أشهر، وكانت مدة كفيلة بتغيير ميوله وقناعاته، ليبدأ رحلة البحث عن جينات الممثل الكامنة داخله.

نور الشريف والزمالك

نور الشريف الفنان الزملكاوي في لقاء سابق على شاشة "الريان" القطرية عام 1978 تحدث عن حكايته مع القلعة البيضاء قائلا: «كنت شبلًا في الزمالك، وزاملت في دفعتي حمادة إمام ونبيل نصير والجوهري الكبير، وكنت متحمسًا للغاية للنادي، حتى بعد تركي للزمالك والانتقال إلى معهد التمثيل».

نور الشريف يحكي عن زمن الانتماء الحقيقي في كرة القدم

وعن زمن الانتماء الحقيقي في كرة القدم قال نور الشريف: «ظللت مشجعا لكرة القدم بحماس كبير، واكتشفت أن اللاعبين لا يشعرون بالجماهير، اللاعب يبحث عن مصلحته الشخصية فقط، والروح في الزمن الماضي كانت أكبر، حين كان اللاعبون يبكون عند الخسارة».

وعن الفترة التي ترك فيها الملاعب وقرر الالتحاق بمعهد التمثيل عام 1962، يقول "الشريف": «كان عليّ الاختيار بين الكرة والفن، وشعرت حينها أني لن أصبح لاعبا فذا، مشيرًا إلى ذكرياته الكروية في حي السيدة زينب: «كان فريقنا معروفا بفريق المؤلفين، لأننا كنا نحب تأليف مهارة أو مراوغة جديدة».


كيف تحدث نور الشريف عن إصلاح الكرة المصرية؟

كما كان الراحل نور الشريف عبقريًا في الفن كان أيضا نموذج يحتذى به عندما تحدث عن تطوير كرة القدم المصرية في حوار له مع الفنان يونس شلبي، حيث قال : «حال الكرة المصرية لن ينصلح إلا في وجود نظام احترافي متكامل، وسيادة مبدأ الثواب والعقاب، ومظلة تأمين للاعبين، وغياب هذه المظلة تسبب في إصابة لاعبين مثل محمود الخطيب وعلي أبوجريشة بما حدّ من قدرتهم على الالتحامات».

وقاطع "الشريف" الكرة المصرية في أعقاب كأس العالم 1978 في الأرجنتين، وقال في أحد لقاءاته: «بعد مشاهدتي لكأس العالم 1978 شعرت أنني أمام ماكينات حقيقية، قدرة فوق الطاقة البشرية ولعب محكم وذهن مستيقظ دون الاعتماد على المراوغة مثل لاعبينا، ومن ثم قررت عدم مشاهدة كرة القدم المصرية مجددًا».

          
تم نسخ الرابط