رئيس التحرير
محمود سعد الدين
NationalPostAuthority
الرئيسية حالا القائمة البحث
banquemisr

المفتى فى خطبة الجمعة من المسجد الكبير: التطرف عقبة خطيرة تؤدى لهلاك البلاد

مفتي الجمهورية
مفتي الجمهورية

قال الدكتور نظير عياد مفتى الجمهورية ، إن الفكر التكفيري من أخطر ما يواجه أوطان المسلمين، ويهدد استقرارها ونموها وتقدمها، ويسعى في تدمير حاضرها ومستقبلها، فما أن ينبت ذلك الفكر الظلامي في أرض التأويلات الفاسدة والاعتداء على نصوص الوحيين الشريفين، حتى تخرج للدنيا ثماره الفاسدة المخربة، فيهدم الإنسان وتدمر الحضارة.

وأضاف خلال خطبة الجمعة بالمسجد الكبير بالمركز الثقافى الاسلامى بالعاصمة الادارية، بعنوان "التحذير من خطورة التكفير"، أن الفكر المتطرف عقبة خطيرة قد تؤدى الي هلاك البلاد والعباد ، فالحكم بالتكفير علي أهل القبلة خطأ، فمن نصب هؤلاء الحدثاء حكاما على دين المسلمين بالتفسيق والتكفير؟! بأي حق يدخلون هؤلاء الجنة ويخرجون أولئك من النار؟ أليس الوعيد النبوي الشديد حاضرا يهز القلوب «أيما رجل قال لأخيه: يا كافر، فقد باء بها أحدهما»، وكأن النبي -صلى الله عليه وسلم- ينظر من وراء الحجب ويصف هؤلاء وصفا عجيبا: «إن ما أتخوف عليكم رجل قرأ القرآن حتى إذا رئيت بهجته عليه، وكان ردء الإسلام، اعتراه إلى ما شاء الله؛ انسلخ منه ونبذه وراء ظهره، وسعى على جاره بالسيف، ورماه بالشرك، قيل: يا نبي الله، أيهما أولى بالشرك، المرمي أم الرامي؟ قال: «بل الرامي»، ثم قل لنفسك أيها المكرم: أليس هذا المشهد حاضرا اليوم بكل تفاصيله؟ إن هؤلاء المفسدين في الأرض قد أجرموا بالتعدي على آيات القرآن الكريم وأحاديث نبي الرحمة الأمين -صلوات ربي وسلامه عليه-، يقتطعونها من سياقها، وينزلونها على المعنى النفسي الظلماني الذي يملؤه الاستئثار والأنانية، ويدخلون الفروع في الأصول بلا بصيرة من علم أو فهم، وقد صدق فيهم الوصف النبوي: «يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يقولون من قول خير البرية، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية»، فكان الفهم المغلوط منهجهم، وحمل السلاح وسيلتهم، وإذاقة المجتمع ويلات الدمار والشتات غايتهم.


وتابع المفتى فى خطبة الجمعة: اعلموا أن التكفير في حقيقته سمت نفسي منحرف، ومزاج حاد ثأري عنيف، وأن سر خصومة التكفيريين مع بني الإنسان هو الأنانية والكبر، وأن تاريخهم ملوث بتكفير الصحابة والعلماء والأتقياء، وسفك الدماء، وانتهاك الحرمات، والتعدي على بنيان الإنسان، وحاضرهم شاهد بالحرق والذبح وقطع الرقاب، في مشاهد لم تجن منها الأمة المرحومة إلا الخراب.

وأضاف: هذه رسالة لكل من ينتمي إلى هذا الفكر الظلامي: هل تستحق أمتك المصونة المرحومة أن تكفر أفرادها؟ كيف تستسيغ نفسك أن تدنس ثوب الإسلام النقي الذي بعثه الله رحمة للعالمين بالعدوان عليه تفسيقا وتبديعا وتكفيرا؟! قف وقفة مع نفسك، مع فكرك، مع وجدانك، فما زال الأذان يرفع في سماء بلادنا صادحا بالحق والسكينة والأمان، ولا زالت شعائر الإسلام ظاهرة متألقة تقول للمسلمين: انشروا السلام والأمان في الدنيا؛ فأنتم أبواب الرحمة والإحسان والإكرام للخلق.

ويا أيها المصريون، أبشروا واطمئنوا! ستظل مصر الأزهر حائط صد منيع وحجر عثرة أمام الفكر التكفيري الظلامي، مدافعة عن القيم، مؤتمنة على الشرع الشريف، مصدرة الخير والرحمة والجمال للعالمين، صانعة للحضارة، شعارها تلقي الوحي الشريف بالفهم الصحيح الذي يحقق مقاصده وغاياته، ويرسخ مراد الله في  أمة حبيبه -صلى الله عليه وسلم- {وكذلك جعلناكم أمة وسطا}.

          
تم نسخ الرابط