حكم لمس الكلب.. هل ينقض الوضوء؟

حكم لمس الكلب.. أثار موضوع لمس الكلب جدلاً فقهياً بين العلماء، حيث تنوعت آراؤهم بين من يرى النجاسة ومن يعتبر الطهارة، ما يستدعي فهماً دقيقاً للرأي الشرعي.

آراء المذاهب الفقهية حول لمس الكلب

انقسمت الآراء الفقهية حول نجاسة الكلب إلى ثلاثة مذاهب رئيسية:

• الشافعية والحنابلة: يرون أن الكلب بكل أجزاءه نجس، سواء جسمه، لعابه، أو شعره.
• المالكية: يعتبرون الكلب طاهرًا بالكامل، بما في ذلك جسمه وشعره ولعابه.
• الحنفية: يرون أن الكلب طاهر باستثناء لعابه وبوله وعرقه، حيث تُعتبر هذه السوائل فقط نجسة.

متى يكون لمس الكلب نجسًا؟

الحكم على لمس الكلب يعتمد على وجود رطوبة أثناء الملامسة.

• إذا كان اللمس بدون رطوبة: فلا يُعتبر نجسًا وفقًا للمذهب المالكي.
• إذا كان مع وجود رطوبة: فإن معظم الفقهاء يرون أن اليدين تتنجسان ويتوجب غسلهما.

وفي حال ولغ الكلب في إناء، ورد في الحديث النبوي: "إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات إحداهن بالتراب" (رواه مسلم). العلماء يفضلون استخدام التراب في المرة الأولى من الغسل.

طرق تطهير النجاسة الناتجة عن الكلب

تختلف طرق التطهير بين المذاهب:

• الشافعية والحنابلة: يشترطون غسل الإناء سبع مرات مع استخدام التراب في المرة الأولى.
• الحنفية: يكتفون بغسل الإناء ثلاث مرات بدون الحاجة إلى التراب.
• المالكية: يرون أن الغسل سبع مرات مستحب وليس واجبًا ولا يشترطون استخدام التراب.

لذلك، من الأفضل اتباع مذهب الشافعية والحنابلة لتجنب الخلاف، وإن لم يكن ذلك ممكنًا، يمكن الاكتفاء بغسل الإناء ثلاث مرات كما ذهب الحنفية.

توضيح لجنة الفتوى بشأن لمس الفتوى

ردًا على سؤال من طبيب بيطري حول حكم لمس الكلاب أثناء علاجها، أوضحت لجنة الفتوى بالأزهر الشريف أن شعر الكلب وجلده طاهر، ولا يُنجّسان اليدين أو الملابس. أما لعاب الكلب فيعتبر نجسًا وفقًا للحديث الشريف، ويجب غسل ما أصابه بالماء، ويُستحب استخدام التراب، وهذا الأمر يوضح أن حكم لمس الكلب يعتمد على طبيعة الملامسة ووجود الرطوبة. حيث لا يُعتبر شعر الكلب وجلده نجسًا عند جمهور العلماء، بينما لعابه وبوله وعرقه تُعتبر نجسة في غالبية المذاهب.