تفسير آية "وقرن في بيوتكن".. الإفتاء توضح المعنى الصحيح
تفسير آية قرن في بيوتكن.. كثير من المسلمين يعتقد أن هذه الآية الكريمة نزلت فش شأن كافة النساء، وهو الأمر الذي أوضحه الدكتور محمد عبد السميع، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، مؤكدا أن المعنى الصحيح للآية الكريمة «وقرن في بيوتكن»، أن هذه الآية نزلت خصيصًا في شأن زوجات النبي -رضي الله عنهن-، ولا تعني أمرًا عامًا لكل النساء.
تفسير آية "وقرن في بيوتكن"
وأوضح عبد السميع أن الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز خاطب زوجات النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: «وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ۖ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا» (سورة الأحزاب: 33).
وأشار إلى أن هذه الآية جاءت لتوجيه أمهات المؤمنين بضرورة التزامهن بآداب الإسلام المتعلقة بالستر والعفاف.
وأضاف أن الله تعالى يحب المرأة التي تخرج فقط للضرورات، مثل العمل، أو شراء احتياجات المنزل، أو التنزه مع زوجها، مبينًا أن الخروج دون غرض قد لا يكون مستحبًا.
وتناول تفسير «تبرج الجاهلية الأولى»، موضحًا أن التبرج يعني إظهار المرأة زينتها للرجال، وكان التبرج في الجاهلية يشمل كشف أجزاء من الجسد مثل كعب القدم أو إظهار محاسن الجسم.
تصحيح المفهوم الخاطئ
في نفس السياق، رد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف على الشبهة التي أطلقها المتطرفون حول منع المرأة من العمل استنادًا إلى الآية «وقرن في بيوتكن»، والحديث الشريف «المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان».
وأكد المرصد أن الشريعة لم تحظر على المرأة الخروج للعمل أو المشاركة في المجتمع، بل أجازت ذلك بشرط مراعاة الآداب الشرعية، مثل الحشمة في اللباس، والابتعاد عن الزينة المبالغ فيها، وضبط الكلام والتعامل مع الأجانب.
كما أكد المرصد أن النساء في عصر النبي صلى الله عليه وسلم كن يشاركن في مختلف مجالات الحياة. فقد كانت هناك نساء رائدات في العلم وتعليم الحديث، وأخريات شاركن في الغزوات مثل رفيدة بنت سعد الأسلمية التي كانت جراحة ميدانية، وأم عطية الأنصارية التي عُرفت بتضميد الجراح.
البيت هو الأصل وليس قيدًا
ورد المرصد على الاستدلال الخاطئ بالآية «وقرن في بيوتكن»، موضحًا أن الآية لا تعني فرض الإقامة الإجبارية على المرأة في بيتها، بل تشير إلى أن البيت هو المكان الطبيعي للمرأة، الذي يعتبر ملاذًا لها، مع السماح لها بالخروج عند الحاجة.
فالبيت هو مكان الراحة والأمان، ولكن ذلك لا يمنع المرأة من الخروج للعمل أو التعليم أو العبادة، طالما التزمت بالآداب الشرعية.
واختتم المرصد بتوضيح أن الإسلام دين التوازن والاعتدال، حيث يشجع على تمكين المرأة من أداء دورها في المجتمع دون الإخلال بواجباتها الأخرى، مما يعكس الصورة الحقيقية للإسلام بعيدًا عن الغلو أو التفريط.