رئيس التحرير
محمود سعد الدين
NationalPostAuthority
الرئيسية حالا القائمة البحث
banquemisr

مع عودة رياح سانتا آنا.. مخاوف من اتساع رقعة الحرائق في كاليفورنيا

حرائق لوس أنجلوس
حرائق لوس أنجلوس

بينما يواصل رجال الإطفاء مواجهة اللهب الذي يهدد الأرواح والممتلكات، تبقى منطقة لوس أنجلوس في حالة تأهب قصوى، محاصرة بين ألسنة النار وتحذيرات الطقس المتطرفة.

وسط دمار وأدخنة متصاعدة، مشهد تتلاشى فيه حدود السماء والأرض في مقاطعة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأمريكية، التي أصبحت مسرحًا لحرائق غابات هائلة تبتلع كل ما يعترض طريقها.

في غضون أيام، حوّلت النيران أحياء بأكملها إلى رماد، مخلفة خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، بينما يقف رجال الإطفاء في معركة مستمرة مع قوة الطبيعة العاتية.

تحذيرات من تهديد متزايد

حذرت الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية الأمريكية من "موقف خطير بشكل خاص" يبدأ الثلاثاء ويستمر حتى الأربعاء، في أجزاء من مقاطعات لوس أنجلوس وفينتورا، وفقًا لتقرير نشره موقع "أكسيوس" الأمريكي، ستشهد المنطقة رياحًا شديدة السرعة قادرة على تأجيج النيران وانتشارها بشكل متفجر.

وتشمل المناطق المتضررة غرب سانتا مونيكا، سيمي فالي، بورتر رانش، وفينتورا، وعلى الرغم من أن الرياح المتوقعة لن تكون بقوة الموجة السابقة، إلا أنها تظل كافية لإشعال المزيد من الحرائق أو تأجيج القائمة منها.

حصيلة الضحايا

وارتفعت حصيلة القتلى إلى 24 شخصًا على الأقل، بحسب تحديث مكتب الفحص الطبي في مقاطعة لوس أنجلوس مساء الأحد، كما أعلن عن 16 شخصًا في عداد المفقودين، بينما ما زال أكثر من 100 ألف شخص تحت أوامر الإخلاء.

وأدت الحرائق إلى تدمير أكثر من 12 ألف مبنى بالكامل، مما يعكس حجم الدمار الكبير الذي ألحقته النيران بالمنطقة.

مستجدات جهود الإطفاء

أعلن حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم، الأحد، أن الحرائق تم احتواؤها بنسبة 100%، في حين بلغت نسبة احتواء حريق هيرست 89%، أما الحرائق الأكبر حجمًا، مثل حريقي باليساديس وإيتون، فقد تم احتواؤهما بنسبة 13% و27% على التوالي.

يُذكر أن 16 من الوفيات المبلغ عنها نُسبت إلى حريق إيتون، بينما سُجلت ثماني وفيات أخرى مرتبطة بحريق باليساديس.

وفي إطار الجهود الرامية لمواجهة الكارثة، أعلن الحاكم نيوسوم نشر 1000 فرد إضافي من الحرس الوطني في المنطقة، ليصل عدد أفراد الحرس الوطني المشاركين إلى 2500 شخص.

عوامل مناخية معقدة

وتشهد جنوب كاليفورنيا واحدة من أكثر بدايات المواسم جفافًا على الإطلاق، مما ساهم في انتشار الحرائق بوتيرة غير مسبوقة، وبحسب هيئة الأرصاد الجوية الوطنية، فإن الغطاء النباتي الجاف والرياح العاتية يعززان الانتشار السريع وغير المنتظم للحرائق.

وأوضح أندرو فريدمان، مراسل موقع "أكسيوس"، أن الحرائق الحالية ليست الأكبر في تاريخ كاليفورنيا، لكنها تُعد من بين الأكثر تدميرًا نتيجة لتداخل عوامل مناخية نادرة.

أزمة انقطاع الكهرباء

تفاقمت الأزمة بسبب انقطاع الكهرباء عن أكثر من 35 ألف عميل في مقاطعة لوس أنجلوس، وفقًا لموقع PowerOutage.us.

وبعد فترة راحة قصيرة، يتوقع عودة رياح سانتا آنا التي تُعقّد جهود الإطفاء، مما يضع رجال الإطفاء أمام تحديات إضافية، وذكرت هيئة الأرصاد أن هذه الرياح، إلى جانب انخفاض الرطوبة، ستؤدي إلى انتشار سريع للحرائق واستمرار سلوكها غير المنتظم.

          
تم نسخ الرابط