رئيس التحرير
محمود سعد الدين
NationalPostAuthority
الرئيسية حالا القائمة البحث
banquemisr

“بين ترامب وزوكربيرغ”.. لعبة المصالح تُعيد تشكيل سياسات ميتا

 أعلن مارك زوكربيرغ، مؤسس شركة ميتا، عن تغيير جوهري في سياسات الإشراف على المحتوى، في خطوة مثيرة للجدل أعادت إشعال النقاشات حول دور التكنولوجيا والسياسة، مؤكدًا أن الشركة ستتبنى نهجًا جديدًا يدعم مزيدًا من “حرية التعبير”، هذا القرار، الذي وُصف بأنه محاولة لاسترضاء الرئيس المنتخب دونالد ترامب، أثار ردود فعل متباينة داخليًا وخارجيًا، وفقًا لتقرير نشره موقع "إن بي سي".

توتر قديم وجسور جديدة

لم تكن العلاقة بين ترامب وميتا خلال فترة رئاسته الأولى سهلة على الإطلاق بلغت ذروتها عندما منعت الشركة ترامب من استخدام منصاتها عقب أحداث اقتحام الكونجرس الشهيرة في 6 يناير، ما جعل اسم زوكربيرغ يتصدر عناوين الأخبار كرمز للمواجهة مع أحد أكثر الرؤساء إثارة للجدل في تاريخ الولايات المتحدة.

لكن مع اقتراب عودة ترامب إلى البيت الأبيض، يبدو أن زوكربيرغ يعيد ترتيب أولوياته حيث تشير تقارير مطلعة إلى أن ميتا ترى في ترامب شريكًا استراتيجيًا لتحقيق مصالحها المتنامية في مجال الذكاء الاصطناعي، ودعم البيت الأبيض لمشروعات ميتا، سواء في بناء مراكز بيانات متطورة أو تبني سياسات مواتية، أصبح ضرورة مُلحة بالنسبة للشركة الطامحة للهيمنة على مستقبل التكنولوجيا.

تحولات في القيادة والمواقف

 أعلنت ميتا عن تغييرات بارزة في مناصبها القيادية جاء على رأس هذه التعديلات تعيين دانا وايت، رئيس منظمة "يو إف سي" وصديق ترامب، كعضو جديد في مجلس إدارة الشركة، بالإضافة إلى ذلك، تم استبدال نيك كليغ، رئيس الشؤون العالمية، بجويل كابلان، الذي يتمتع بعلاقات وثيقة مع الحزب الجمهوري، مما عزز التكهنات بأن ميتا تحاول تحسين صورتها لدى الإدارة الأمريكية القادمة.

علق بريان بولاند، نائب رئيس سابق في ميتا والذي غادر الشركة عام 2020 على هذا التحول قائلًا: "حتى مع القوة الهائلة التي تتمتع بها ميتا، كان لا بد لها من الخضوع لترامب في النهاية".

انقسامات داخلية ومخاوف متصاعدة

لم تمر هذه التغييرات دون إثارة عاصفة من الانتقادات داخل الشركة، موظفون كُثر أعربوا عن قلقهم من أن السياسات الجديدة قد تؤدي إلى تصاعد خطاب الكراهية وزيادة الإساءة عبر الإنترنت، خاصة ضد الفئات المهمشة.

لكن وفقًا لمصادر من داخل ميتا، فإن زوكربيرغ يواجه اليوم مقاومة أقل مما كان يحدث سابقًا، بسبب عمليات التسريح الواسعة التي شهدتها الشركة في الأشهر الأخيرة، والتي أسهمت في تهدئة الأصوات المعارضة.

استرضاء محفوف بالمخاطر

رغم وضوح الاستراتيجية التي تتبعها ميتا لاستعادة علاقتها مع ترامب، إلا أن المخاطر تبدو كبيرة، فمع الإعلان عن السياسات الجديدة، غادر عدد من الموظفين الشركة احتجاجًا، معتبرين أن ميتا تضع مصالحها الاقتصادية فوق مسؤوليتها الأخلاقية.

          
تم نسخ الرابط