أمريكا عاجزة.. حرائق كاليفورنيا تزحف وخريطة ثاني أكبر الولايات تتغير بعد اختفاء أحياء كاملة
مازالت الحرائق في كاليفورنيا تلتهم المنازل وتؤدي بحياة عشرات الأشخاص، في ظل فشل منظومة مكافحة الحرائق للتعامل والسيطرة على الحرائق التي تمتد بسرعة فائقة حول المنازل.
ونشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريرًا عن أسباب فشل منظومة مكافحة الحرائق في التعام والسيطرة على الحريق في مدينة لوس أنجلوس، التي وجدت نفسها فجأة أمام وضع كارثي أمام عجز الجميع السيطرة عليه.
أسباب فشل إخماد الحريق
وأكدت الصحيفة في التقرير أن النظام البيئي في «لوس أنجلوس» أمرًا خطيرًا بسبب كثافة الغابات التي أصبحت عائقًا في المدينة اللأكبر في ولاية كاليفورنيا، مشيرة الصيحفة إلى أن الحرائق تندلع سنويًا في الغابات ويتم السيطرة عليه، ولكن عندما اندلعت هذه الفترة امتدت للأحياء السكنية مما جعل وضع السيطرة عليه أمرًا صعبًا للغاية.
وأسفرت الحرائق التي اندلعت في المدينة عن تدمير آلاف المنازل، والتهمت ما يقرب من 11 شخصًا حسبما ذكرت الصحيفة، وفجأة وجدت المدينة نفسها أمام وضع كارثي لا تستطيع السيطرة عليه، ومازالت تُكثف من وضع الطائرات للسيطرة عليه، وذلك بعد عجز رجال الإطفاء السيطرة على الحريق.
وتساءلت الصحيفة: "لماذا لم تتمكن ولاية كاليفورنيا من إيقاف الحرائق هذه المرة؟، والولاية أنفقت على تعزيز نفسها ضد الحرائق، حيثُ شددت الولاية على السكان أن يقوموا بإنشاء مناطق خالية من البناتات حول منازلهم لتعزيز الولاية وحماية السكان من الحرائق.
مليارات بلا جدوى
وتابعت الصحيفة، ولاية كاليفورنيا استثمرت مليارات الدولارات لتقليل كمية الوقود الخشبي فيها لئلا تلتهمه النيران، إضافة إلى ذلك أن الولاية تمتلك أكبر قوة إطفاء في البلاد تجنبًا لحرائق مثل هذه، ومع ذلك لم تستطيع الولاية اخماد الحريق، مما أسفر عن اختفاء المعالم الأثرية والمجتمعات والمعالم القديمة في الولاية.
وأكد الخبراء أن تغير المناخ ودرجات الحراراة العالية جعلت «لوس أنجلوس» عرضة للكوارث، وذلك يجعل التلال مستعدة لتصبح مواقع خصبة لاندلاع حرائق كبيرة ساهمت في هذه العوامل الكارثية.
وكانت عيوب التخطيط في الولاية التي تفاقمت بسبب الحرائق المستمرة في جنوب كاليفورينا، والمجتمعات التي دمرتها مثل ( ألتا دينا وباكِفيك باليسيدز)، تم بناؤها قبل عقود في سفوح الجبال التي تحترق بشكل مُتكرر، وهذه المناطق مليئة بالمنازل المنفردة الواقعة على شوارع ضيقة ومتعرجة؛ ما يجعل الدفاع عنها وإخلاءها أمرًا صعبًا.
وأوضحت الصحيفة أن نظام المياه في “لوس أنجلوس” لم يكن مصممًا لمكافحة الحرائق، وعندما اندلعت الحرائق الهائلة عجز النظام عن تلبية الطلب على إطفاء الحرائق، مما جعل المنازل المحاطة بالحريق والمساحات الخضراء في مهب النيران، ولا يمكن السيطرة عليه.