من طوفان السودان إلى أمان مصر".. كيف يواجه السد العالي سيناريو انهيار سد النهضة؟
وسط هزات أرضية متتابعة وصور الدخان المتصاعد من جبل دوفان، تعيش إثيوبيا أيامًا عصيبة تهددها كوارث طبيعية قد تمتد آثارها إلى دول الجوار، زلزال بقوة 5.8 درجة على مقياس ريختر يضرب البلاد، ويثير المخاوف من نشاط بركاني محتمل.
قنبلة نووية على السودان
و تصاعدت التحذيرات بشأن سد النهضة، الذي يختزن 60 مليار متر مكعب من المياه، حيث وصف خبراء انهياره بأنه كارثة تفوق تأثير القنبلة النووية على السودان، بينما تظل مصر في مواجهة أقل خطورة بفضل السد العالي، التقرير التالي يلقي الضوء على تفاصيل الكارثة المحتملة ومواقف الدول المتأثرة.
شهدت إثيوبيا بداية الأسبوع الماضي، زلزالًا قويًا بلغت قوته 5.8 درجة على مقياس ريختر، وفقًا لمركز الأبحاث الألماني لعلوم الأرض، وتسبب في تصدعات بالطرق، بينما لم تُسجل أي أضرار بشرية على الفور.
وتعيش البلاد حاليًا تحت وطأة سلسلة زلازل متواصلة، وسط قلق متزايد من إمكانية ثوران بركاني في منطقة عفار، حيث تقع الفوهة الخامدة لجبل دوفان، وهذا النشاط الزلزالي يهدد، ليس فقط السكان المحليين، بل أيضًا سد النهضة.
تأثير انهيار سد النهضة على السودان
حذر الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا وخبير الموارد المائية، من سيناريو كارثي قد ينجم عن انهيار سد النهضة.
وقال شراقي في تصريحات خاصة لـ "بصراحة" إن سد النهضة، الذي يحتجز حوالي 60 مليار متر مكعب من المياه، يشكل خطرًا مدمرًا على السودان في حال انهياره، مشبهًا الكارثة بأنها قد تفوق تأثير قنبلة نووية.
وأوضح أن المياه المتدفقة من السد، بارتفاعه البالغ 350 مترًا، ستنضم إلى مخزون مياه السودان، ما يؤدي إلى طوفان هائل يدمر البنية التحتية ويتسبب في خسائر فادحة.
وأضاف أن التأثير على السودان سيكون أشبه بـ"طوفان سيدنا نوح"، حيث تغرق المناطق المنخفضة بسرعة مهولة.
تأثير أقل على مصر بفضل السد العالي
وأكد شراقي إلى أن تأثير انهيار السد على مصر سيكون محدودًا بفضل السد العالي، موضحًا أن موقع السد العالي، الذي يبعد نحو 200 كيلو متر عن سد النهضة، يمنح مصر الوقت الكافي لاحتواء المياه المتدفقة، والتي تستغرق حوالي ستة أيام للوصول.
وأشار إلى أن مصر لديها حلول عدة لتخفيف الأضرار، بما في ذلك استخدام مفيض توشكى أو تصريف المياه الزائدة من السد العالي.
نشاط زلزالي يهدد المنطقة
ضرب زلزال آخر بقوة 4.7 درجة منطقة أوروميا يوم السبت 8 يناير 2025، على بُعد 33 كيلومترًا شمال بلدة ميتيهارا، وفقًا للمركز الأوروبي المتوسطي لرصد الزلازل، وأدت هذه الزلازل إلى أضرار بالمنازل، فضلًا عن تهديد باندلاع بركان في جبل دوفان بمنطقة عفار.
ورغم توقف البركان عن إطلاق أعمدة الدخان، إلا أن حالة الذعر دفعت السكان إلى إخلاء منازلهم، وتعمل لجنة إدارة مخاطر الكوارث الإثيوبية على إجلاء أكثر من 20 ألف شخص من المناطق الخطرة، بينما تستعد لنقل 8 آلاف آخرين.