حكم ترك خطبة الجمعة والاكتفاء بالركعتين مع الإمام؟
حكم ترك خطبة الجمعة والاكتفاء بالركعتين مع الإمام؟.. كثير من المسلمين لا يدركون خطبة الجمعة ويكتفون فقط بصلاة الركعتين مع الإمام، وهو ما جعل الكثير يتساءلون عن حكم ترك خطبة الجمعة، حيث أكد الدكتور محمود شلبي، مدير إدارة الفتاوى الهاتفية بدار الإفتاء المصرية، أن حضور خطبة الجمعة والاستماع لها يعد فرضًا على المسلمين، ويُحرّم الانشغال عنها بأي عمل، مثل البيع أو الشراء، استنادًا إلى قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِصَلاَةِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ} [الجمعة: 9].
حكم ترك خطبة الجمعة
وأوضح شلبي أنه إذا فات المسلم حضور خطبة الجمعة، فإنه يفوت عليه أجرًا عظيمًا. فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث رواه أوس بن أوس: "مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَغَسَّلَ وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ وَدَنَا وَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا أَجْرُ سَنَةٍ صِيَامُهَا وَقِيَامُهَا"، وقد صححه الشيخ الألباني في "صحيح الترمذي".
وفيما يخص حكم من أدرك صلاة الجمعة ولكنه فاته الاستماع للخطبة، أوضح شلبي أن هذا الشخص لا يُشرع له أن يصلي ركعتين بدلًا عن الخطبة، بل يجب عليه أن يصلي مع الإمام ركعتي الجمعة فقط.
كما تناول شلبي مسألة من يترك صلاة الجمعة، حيث بين أنه إذا كان الشخص معذورًا، مثل أن يكون قد اجتهد في القيام ولكنه غلبه النوم، فلا بأس بذلك. مستشهدًا بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من نام عن الصلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها". ولكنه أكد على ضرورة بذل الأسباب التي تساعد الشخص على القيام لصلاة الجمعة، مثل تنظيم الوقت والنوم مبكرًا.
حكم عدم حضور صلاة الجمعة في بلاد غير المسلمين
وفي سياق آخر، أفاد الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، بخصوص حكم عدم حضور صلاة الجمعة في بلاد غير المسلمين بسبب العمل، أن صلاة الجمعة لا تجب عليه في هذه الحالة، وهو ما ذهب إليه جمهور الفقهاء. ومع ذلك، يُستحب له أن يحضرها إذا كان قادرًا على ذلك. وفي حال عدم القدرة، يمكنه أن يصلي الظهر بدلًا من الجمعة دون أن يكون آثمًا.
تؤكد هذه الفتاوى على أهمية الالتزام بآداب الجمعة وحضور الخطبة، مع مراعاة الظروف الشخصية التي قد تمنع بعض الأشخاص من ذلك.