هل تصح الصلاة مع خروج الريح؟.. تجوز في حالة واحدة
هل تصح الصلاة مع خروج الريح؟.. حسمت دار الإفتاء جدل خروج الريح من الإنساء أثناء الصلاة، حيث أكد الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الصلاة تبطل حال خروج الريح أثناء الصلاة دون قصد، وأضاف أن الشخص يجب عليه أن يتوضأ من جديد ويعيد الصلاة إذا خرج منه الريح أثناء الصلاة عن غير قصد.
هل تصح الصلاة مع خروج الريح؟
وتابع وسام أنه إذا كان الشخص يعاني من مشكلة صحية تمنعه من التحكم في خروج الريح، أو إذا كان في حالة يُطلق عليها "صاحب الحدث الدائم" (أي من يعاني من حدوث هذا الأمر بشكل متكرر دون القدرة على التحكم فيه)، فلا حرج عليه في الاستمرار في الصلاة دون إعادة الوضوء.
ما حكم كثرة انفلات الريح أثناء الصلاة والوضوء؟
أما إذا كان الشخص متوضئًا، وأحس بصوت أو شعور بخروج الريح داخل جوفه، فلا ينتقض وضوءه إلا إذا خرج شيء فعلاً. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا وجد أحدكم في بطنه شيئًا فأشكل عليه أخرج منه شيء أم لا، فلا يخرجن من المسجد حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا" (رواه مسلم).
وفي حالة شعور الشخص بتحرك الأمعاء أو تقلصات في القولون، أكد الشيخ محمد عبدالسميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن هذا لا يبطل الطهارة، مشيرًا إلى أن هذا النوع من الشعور قد يكون مجرد وسواس. وأضاف أنه إذا كان الشخص لا يشعر بخروج الريح فعلاً (أي لم يسمع صوتًا أو يشم رائحة)، فليس هناك داعٍ للقلق أو إعادة الوضوء.
وفي حال استمرت هذه الأعراض وكان الشخص قد أجرى الفحوص الطبية ولم يُكتشف أي خلل، فقد تكون هذه الحالة ناتجة عن وسواس، وهو ما يستدعي العلاج المناسب، وفقًا للشيخ عبدالسميع.
هل يجوز حبس الريح أثناء الصلاة؟
أوضح العلماء أنه يجوز حبس الريح أثناء الصلاة، ولا يؤثر ذلك على صحة الوضوء أو الصلاة. لكن يُنصح بعدم الخروج من الصلاة إلا في حال وجود ضرر صحي نتيجة لحبسه. في "تحفة المحتاج" ذكر العلماء أن الصلاة في حال مدافعة الحاجة (سواء كانت بولًا أو غائطًا أو ريحًا) تُعتبر مكروهة، لأنها قد تؤثر على الخشوع في الصلاة.
واستند العلماء إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة أثناء مدافعة الحدث، أي أثناء انشغال الشخص بحبس الحاجة. كما استشهدوا بحديث عن عائشة رضي الله عنها، حيث قالت: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا صلاة بحضرة الطعام، ولا وهو يُدافع الأخبثين" (رواه مسلم).
وقد فسر العلماء هذا النهي بأنه نهي كراهة، وليس تحريمًا. إذا صلى المسلم وهو يدافع الحاجة، فالصلاة صحيحة، ولكنها مكروهة لأنها تؤثر على الخشوع. أما إذا دخل الشخص الصلاة ولم يشعر بحاجة ملحة، ثم شعر بذلك أثناء الصلاة، فلا حرج عليه إذا تمكن من إتمام صلاته دون أن يضر به ذلك.
وفيما يتعلق بالشخص الذي يشك في خروج الريح منه أثناء الصلاة، فإن وضوءه لا ينتقض بسبب الشك فقط. يجب عليه الاستمرار في الصلاة، ولا حاجة لإعادتها إلا إذا تيقن يقينًا تامًا من خروج الريح. استشهد العلماء في ذلك بحديث أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال: "إذا وجد أحدكم في بطنه شيئًا فأشكل عليه أخرج منه شيء أم لا، فلا يخرجن من المسجد حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا" (رواه مسلم).