هل يجوز للمرأة السفر للحج بدون محرم؟.. الإفتاء توضح

يعد سؤال هل يجوز للمرأة السفر للحج بدون محرم؟ من الأسئلة الشائعة، خاصة بعد أن بدأت العديد من النساء في السفر لأداء العمرة بدون محرم، وقد أوضحت دار الإفتاء المصرية أن هذا الموضوع مرتبط بحديث نبوي شريف، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تسافر امرأة إلا مع محرم"، وكان الفقهاء يربطون هذا الحكم بالأمن والسلامة. لكن مع توفر الأمن في العصر الحالي، يرى فقهاء الشافعية أن سفر المرأة بدون محرم لا يؤثر على صحة حجها.

حكم سفر المرأة للحج بدون محرم

أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر ومفتي الديار المصرية الأسبق، أنه يجوز للمرأة أن تسافر بدون محرم إذا كانت مطمئنة بشأن أمان سفرها وإقامتها وعودتها، مع ضمان عدم تعرضها للمضايقات. وأشار إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه البخاري وغيره، حيث قال: "فإن طالت بك حياة لتريان الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف أحدًا إلا الله"، وهو دليل على أنه إذا كان السفر آمنًا، فلا بأس من سفر المرأة بمفردها.

وأضاف "جمعة" أن فقهاء جمهور الإسلام أجازوا للمرأة السفر للحج بدون محرم إذا كانت في رفقة مأمونة من النساء أو في جماعة آمنة، مستشهدًا بمثال أمهات المؤمنين رضي الله عنهن اللاتي خرجن للحج في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان قد أرسل معهن عثمان بن عفان لحمايتهن.

رأي الفقهاء في سفر المرأة للحج بدون محرم

ذكر الإمام أبو الحسن بن بطال في "شرح البخاري" أن الفقهاء مثل مالك والأوزاعي والشافعي أفتوا بجواز سفر المرأة للحج مع جماعة من النساء الثقات، حتى إذا لم يكن معها محرم. وقد أيد العلماء في مختلف المذاهب هذا الرأي، مشيرين إلى أن هذا السفر يكون آمنًا إذا كانت المرأة في رفقة مأمونة.

رأي شيخ الأزهر في سفر المرأة للحج بدون محرم

وأوضح الشيخ أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن تغير الظروف في العصر الحديث، حيث أصبح السفر أكثر أمانًا بفضل وسائل النقل الحديثة، يقتضي مراجعة الحكم الشرعي. وبناءً على ذلك، يجوز للمرأة السفر للحج بدون محرم إذا كانت في رفقة مأمونة أو ضمن قافلة آمنة.

وأشار إلى أن المذهب المالكي قد أفتى منذ العصور الأولى بجواز سفر المرأة للحج بدون محرم إذا كانت في رفقة مأمونة، وهو الرأي الذي استقر عليه اجتهاد العلماء في العصر الحالي، خاصة في ظل توفر وسائل الأمان الحديثة.