محمد مصلوح يكتب: صلاح الملك الملهم يعانق السماء في بلاد الإنجليز

لم يتوقع المصريون أن يكون من بينهم أسطورة كروية حية، تجعل أحلامهم تعانق السماء في دنيا كرة القدم، ويصير اسمه ضمن صفوف اللاعبين الكبار في القارة العجوز، لم تكن رحلته مفروشة بالورود، ولم يعرف اليأس طريقًا لقلبه.

صلاح سفير المحروسة في بلاد الضباب 

محمد صلاح، النجم المصري الذي رفع راية المصريين وكان سفيرًا لكل العرب مما جعل أبناء الوطن العربي يطلقون عليه فخر العرب، والملك المصري في بلاد الإنجليز.

«صلاح» ابن قرية نجريج، التابعة لمدينة بسيون في طنطا بالغربية، إحدى المحافظات الريفية في مصر، شغفه بكرة القدم كان يغنيه عن كل شيء، آمن بالحلم وسط ظروف مادية متعثرة.

بطل مصر الدولي، نجم ليفربول الإنجليزي، المكافح، قهر كل الصعاب، وصنع المستحيل في كرة القدم، في الملاعب الأوروبية، تألق بدرجة تصل إلى أن أبناء الريدز  وضعوه في مرتبة الملوك والنماذج الملهمة حيث يستطيع الكثيرون في الوطن العربي أن يستلهموا ويحذوا حذوه، ويبلغوا أوج المجد.

نظرة صلاح للحياة

صلاح نظر إلى الحياة نظرة مختلفة بعدم إلقاء اللوم على الظروف والآخرين وعيش دور الضحية، فكان هو كذلك مختلفًا عن جميع اللاعبين من أبناء المحروسة مهما كانت موهبتهم وقدراتهم في عالم الساحرة المستديرة.

صلاح الذي جلس على دكة البدلاء كثيراً، لم يمنعه ذلك من أن يتحدى الصعاب، ويصل إلى هدفه، وأن يكون لاعباً من أفضل 3 نجوم عاليمة في كرة القدم.

صلاح المثقف

استطاع صلاح أن يكون اللاعب المثقف الذي يحب القراءة فكانت إحدى الأسباب التي جعلته يتعلم ويلهم، وأصقلته، وأكسبته العادات الصحية، وأتاحت له فهم الذات وكيفية التعامل مع المواقف بشكل أفضل حيث أنه أراد النجاح فأصبح من الأكثر نجاحًا على مستوى مشاهير العالم في جميع المجالات.

قصة كفاح صلاح منذ الصغر في رحلته الكروية ووصوله إلى النجومية العالمية، تحولت إلى دروس تعلم منها الكثيرون، فلم يتوقع الصغير أن أحلامه ستعانق السماء في بلاد الإنجليز، حيث نشأ صلاح ابن القرية الفلاحة في أسرة بسيطة تُقيم في الريف المصري، كان الأب يعمل موظفًا بإدارة الوحدة الصحية في قرية بسيون، وكانت الأم لا تعمل لكي تهتم بالبيت والأسرة، ولديه أخت كبرى تُسمى "رباب" وأخ أصغر يُدعى “نصر”، وفي الـ14 من عمره انضم إلى نادي المقاولون العرب لتبدأ مسيرته الكروية ويلمع اسمه وسط اللاعبين الناشئين الموهوبين.

صلاح كاتب التاريخ

محمد صلاح صاحب رحلة طويلة من الجهد والاجتهاد، لكنه في سنوات ليست بالطويلة حقق ما لايستطيع احد تحقيقه في عقود وعهود، فكانت الإنجازات التي تحققت قصة نجاح لا مثيل لها والأرقام التهديفية التي تسجلت ويحتفل بها الأساطير ولا يقترب منها أحد تساقطت وتحطمت، أمام أقدام «المو» الذي امتلك العزيمة والاصرار ليصنع المعجزة ويغير المصير.

محمد صلاح يعزز صدارة الهدافين ويعادل هنرى

خطف النجم العربي الكبير محمد صلاح الأضواء بحضوره الطاغي والاستقبال الحافل الذي حظي به من الجماهير، وأصبح أكثر من يكسر الأرقام القياسية، واليوم يتصدر «الفرعون المصري»  جدول ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي برصيد 18 هدفًا متفوقًا على النرويجي إيرلينج هالاند، مهاجم مانشستر سيتي الوصيف برصيد 16 هدفا.

ويعد مانشستر يونايتد الضحية المفضلة بالنسبة لمحمد صلاح طوال مسيرته ، حيث لعب أمامهم 17 مباراة سابقة أحرز 16 هدفا و6 تمريرات حاسمة.

ورفع محمد صلاح رصيده إلى 175 هدفا في مشواره بالدوري الإنجليزي، بعدما سجل من ركلة جزاء أمام مانشستر يونايتد في الجولة الـ 20 من البريميرليج، ليتقاسم المركز السابع بقائمة الهدافين التاريخيين للمسابقة العريقة، مع النجم الفرنسي المعتزل تييري هنري، لاعب أرسنال السابق.

ويحتاج صلاح إلى هدفين للتقدم إلى المركز السادس، حيث سيتساوى مع فرانك لامبارد أسطورة تشيلسي (177).

الهداف التاريخي لا يزال آلان شيرار برصيد 260 هدفا، يليه هاري كين برصيد 213 هدفا، ثم واين روني بـ 208 هدفا.

رابعا يأتي أندي كول برصيد 187 هدفا، وخامسا يأتي سيرخيو أجويرو برصيد 184 هدفا.

وبذلك سجل ليفربول هذا الموسم 47 هدفا في الدوري الإنجليزي الممتاز، ساهم صلاح في 31 منهم.

محمد صلاح هو رابع أكثر من سجل مع ليفربول في جميع المسابقات برصيد 232 هدفا، وهو أكثر لاعب إفريقي تسجيلا للأهداف في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز.

كذلك هو أكثر الأفارقة صناعة للأهداف في تاريخ الدوري بـ 82 صناعة.

ويعيش نجم بازل السابق موسمه الثامن بقميص ليفربول الذي انضم له قادما من روما في صيف 2017.

في 376 مباراة شارك بها مع ليفربول في مختلف المسابقات سجل صلاح 232 هدفا وصنع 104 أهداف.

وتوج بـ8 ألقاب مع الفريق، دوري أبطال أوروبا 2019، والسوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية في العام نفسه، ثم الدوري الإنجليزي موسم 2019-2020، وكأس رابطة المحترفين مرتين وكأس الاتحاد الإنجليزي والدرع الخيرية في 2022.