في حضن الأم حتي الموت.. سارة وسيلين يرحلان في حـادث الضبعة ويتركان حمزة وحيدًا
في رحلة من سوهاج إلى الإسكندرية، كانت الحياة تسير طبيعية على متن سوبر جيت يحمل 25 راكبًا، كلٌ يحمل همومه وأحلامه لكن القدر كان يُخفي شيئًا آخر في طياته.
سارة وابنتها الصغيرة سيلين، اللتان اعتادتا مشاركة كل لحظات حياتهما معًا، كانت هذه الرحلة آخر محطات حياتهما، ولكنها كانت لحظة امتزجت بالحب حتى النهاية.
الأم تحتضن الابنة إلى الأبد
عندما وقع الحـادث على محور الضبعة، وجدت فرق الإنقاذ سارة وقد احتضنت سيلين بقوة، كأنها تحاول حمايتها من العالم بأسره لم يكن هذا المشهد سوى انعكاس لحب الأم الذي لا يموت، حتى في مواجهة الموت ذاته.
إرث الأم في قلب صغير
لكن القصة تحمل وجعًا أكبر تركت سارة خلفها صغيرها حمزة، الذي يبلغ من العمر خمس سنوات، طفلٌ تعلّم في صغره معنى القوة والرجولة من والدته رغم صغر سنه، بدت على حمزة ملامح الهدوء عندما صلى الجمعة الماضية مرتديًا جلبابًا أبيض وطاقية بيضاء، تنفيذًا لتعليمات والدته التي طالما حرصت على أن تزرع فيه القيم والأخلاق.
ما زال حمزة يجهل أن والدته وشقيقته قد رحلتا يبدو أن العالم لم يجرؤ بعد على أن يخبره بهذا الفقد الكبير لكن الصغير، بروحه التي أضاءتها محبة أمه، يمضي في طريقه، حاملًا وصاياها معه، ليكمل حياة صُنعت تفاصيلها بحب الأم ورعايتها.
تفاصيل الواقعة
كشفت تحقيقات نيابة الشيخ زايد، برئاسة المستشار إيهاب العوضي، بإشراف المستشار عمرو غراب، المحامي العام الأول، اليوم الجمعة، عن هوية ضحيتي حادث انقلاب الأتوبيس أعلى محور الضبعة قبل نزلة طريق مصر-إسكندرية الصحراوي بنحو 3 كيلومترات.
هوية ضحيتي حادث محور الضبعة
تبيّن أن الضحيتين هما سارة مصطفى حفني، 35 عامًا، مدير خدمات مصرفية بفرع أخميم، ومقيمة بشارع الجمهورية في مدينة سوهاج، وابنتها الطفلة سيلين محمد حسن، 7 سنوات، طالبة بالصف الأول الابتدائي.
ووفقًا للتحقيقات، كان الأتوبيس التابع لشركة الاتحاد العربي للنقل «سوبر جيت» يحمل 25 راكبًا في طريقه من سوهاج إلى الإسكندرية أثناء السير، اختلت عجلة القيادة بيد السائق أحمد أسعد عبدالسلام، 60 عامًا، ما أدى إلى انقلاب الأتوبيس على جانبه الأيمن.
الحادث أسفر عن وفاة سارة وابنتها سيلين في الحال، إلى جانب إصابة 13 راكبًا بجروح وكسور متفاوتة، تم نقل المصابين إلى مستشفى زايد التخصصي، فيما أودعت جثتا الأم وابنتها بثلاجة مستشفى الشيخ زايد العام.
أسماء المصابين شملت:
1. بخيتة جرجس مسعد، 72 عامًا – كدمات وسحجات.
2. جمالات مناع أحمد، 49 عامًا – جرح قطعي في الرأس وكدمات.
3. هناء سعد صديق، 53 عامًا – كدمات متفرقة.
4. ياسمين السيد سليمان، 25 عامًا – كدمات متفرقة.
5. صلاح خلف الحداد، 58 عامًا – كدمات في الصدر.
6. سامح عنتر مصطفى، 35 عامًا – سحجات بالوجه وكدمات.
7. حمادة محمد عبدالعال، 26 عامًا – كدمات في اليد اليمنى والحوض.
8. مينا نشأت صبحي، 21 عامًا – كسر في الظهر وكدمات.
9. شادية نظمي ناشد، 63 عامًا – سحجات وكدمات.
10. محمد محمود أبوزيد، 65 عامًا – كدمات متفرقة.
11. أحمد محمود أبوزيد، 58 عامًا – كدمات في الرقبة.
12. محمود كرم محمود، 28 عامًا – طالب، كدمات.
13. أحمد عمران عبدالحكيم، 21 عامًا – كدمات.
ولا تزال النيابة العامة تواصل تحقيقاتها في الحادث لكشف جميع الملابسات والتأكد من سلامة الإجراءات الخاصة بالسائق والشركة المشغلة.