"غزة في مهب الإبادة".. تقرير حقوقي يوثق الجرائم الممنهجة للاحتلال بحق أطفال القطاع
أصدر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان تقريرًا يحمل عنوان "جيل يُمحى: أطفال غزة في أتون الإبادة الجماعية"، كاشفًا عن الجرائم الممنهجة التي ترتكبها إسرائيل بحق أطفال قطاع غزة، التقرير يسلط الضوء على الإبادة الجسدية والنفسية المروعة، مشيرًا إلى أنها ليست مجرد نتائج جانبية للحرب، بل سياسة متعمدة تهدف إلى محو الهوية الفلسطينية والقضاء على الأجيال القادمة.
إحصاءات مروعة
أكثر من 17,000 طفل قتلوا منذ أكتوبر 2023، بمعدل طفل كل عشر دقائق.
الإحصائيات لا تشمل الوفيات الناتجة عن الأمراض والجوع بسبب انهيار البنية التحتية.
92.9% من المدارس تعرضت لأضرار، و84.6% بحاجة إلى إعادة بناء أو إصلاحات كبيرة.
حتى نوفمبر 2024، قُتل 12,700 طالب و750 معلمًا وموظفًا تربويًا.
تفاصيل الجريمة
التقرير يوثق العديد من الجرائم الوحشية، ومنها:
القتل والتشويه: حرق أشلاء الأطفال خلال القصف، واستهداف المستشفيات مما أدى إلى تحويل الحاضنات إلى "مقابر صامتة".
إصابات مدمرة: بتر أطراف، تشوهات حادة، إصابات دماغية تؤدي إلى شلل أو عجز حركي، بالإضافة إلى فقدان البصر نتيجة إصابات مباشرة أو حروق بالغة.
التعذيب في السجون: الأطفال المعتقلون يتعرضون للترهيب باستخدام الكلاب، وتكبيل الأيدي، والعصب، بالإضافة إلى الضرب الوحشي وإطفاء السجائر على أجسادهم.
إبادة الهوية الفلسطينية
استخدام التجويع كسلاح حرب ومنع العلاج الطبي.
تدمير المدارس والحرمان من التعليم، مما يؤدي إلى تهديد مستقبل جيل كامل.
تصريحات لمسؤولين إسرائيليين مثل وزير الجيش السابق يوآف غالانت، الذي قال: "سنقضي على كل شيء، ولن يعود قطاع غزة كما كان".
آثار نفسية واجتماعية
يؤكد التقرير أن هذه الممارسات تترك آثارًا نفسية عميقة على الأطفال، من قلق واكتئاب وصولًا إلى معايشة مشاهد دمار تفطر القلوب، الأطفال فقدوا الأهل والأحباء في ظروف مأساوية، مما يجعل عيشهم بكرامة أمرًا شبه مستحيل.
دعوات وتحذيرات
دعا التقرير إلى محاسبة إسرائيل على هذه الجرائم التي ترتقي إلى جرائم إبادة جماعية وفق القوانين الدولية.
أشار إلى تحذيرات أممية من أن تدمير البنية التعليمية يشكل تهديدًا للهوية الفلسطينية.
مع وقف إطلاق النار، يتوقع أن يخسر الطلاب عامًا دراسيًا أو أكثر نتيجة الأضرار الكارثية.
يكشف التقرير أن أطفال غزة يعيشون في ظروف لا تتناسب مع أدنى مقومات الإنسانية، حيث تُستخدم ضدهم جميع أدوات الحرب والإبادة، الأرقام والإحصائيات ليست مجرد أرقام؛ إنها حياة تُمحى، وجيل يُقتل بدم بارد، مما يفرض مسؤولية أخلاقية على المجتمع الدولي للتحرك الفوري.