رئيس التحرير
محمود سعد الدين
NationalPostAuthority
الرئيسية حالا القائمة البحث
banquemisr

"العفش كله راح ومش هنعرف نجيب غيره".. حريق يأكل حلم عروستين في المنيا

دعاء إمام
دعاء إمام

في أحد شوارع قرية صغيرة بمحافظة المنيا، حيث الحياة تسير بوتيرة هادئة رغم الصعوبات، تحول منزلٌ كان يضج بالأحلام والأمل إلى كومة رماد في لحظات، كان المنزل يستعد لاحتضان حياة جديدة؛ عروستان، أختان، تعملان معًا لتهيئة زفافهما الذي كان مقررًا بعد شهر رمضان، ولكن، تلك الأحلام أُكلت بالنار، وتركت العائلة في صدمة عميقة.

"ما كانش فيه حاجة تنذر بالخطر"

خططت دعاء إمام السيدة الثلاثينية، للبدء من جديد بعد سنوات من الطلاق، تحكي قصتها بصوت مبحوح من الحزن، في لقاء مع موقع “بصراحة” الإخباري: “نمنا عادي ومافيش أي حاجة، والنهارده الصبح كنا بنجهز حاجات العروسة، أنا بشتغل من 6 الصبح لحد 7 المغرب عشان أوفر اللي أقدر عليه، والحالة المادية صعبة جدًا، لما قررنا نفطر تحت، فجأة لقينا النار في البيت كله”.

اندلعت النيران لأسباب لا تزال مجهولة، أتت على كل شيء، أثاث العروستين، الأجهزة الكهربائية، وحتى الملابس التي أعدت بعناية، أصبحت كلها رمادًا.

"كله راح"

 تقول دعاء بصعوبة، حلمها بالزواج بعد رمضان، وحلم أختها التي كان فرحها مقررًا أن يكون قبله، تحطم على يد النيران:"إحنا مش هنقدر نجيب اللي راح تاني".

 ووصل، الأهالي لإنقاذ الموقف، الشباب في القرية دخلوا المنزل المحترق لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، لكنهم خرجوا محروقين جزئيًا، والضرر كان قد حدث بالفعل.

"ربنا يعوضنا"

تعيش الأسرة الآن على أمل المساعدة من الأهالي والجمعيات الخيرية لإعادة بناء ما تهدم، لكن الأثر النفسي للحادث لا يمكن محوه بسهولة، دعاء وأختها، اللتان حلمتا ببدء حياة جديدة، وجدت نفسيهما بلا مأوى، بلا أثاث، وبأحلام محطمة.

وتقول والدموع تنزل من عينيها متحسرة بالعفش الذي أكلته النيران: “أنا وأختي ما كناش عايزين حاجة كبيرة، كنا بنحاول على قدنا، وربنا قسملي أتجوز بعد سنين من طلاقي، لكن دلوقتي مش عارفة أعمل إيه”.

تقف دعاء وأختها، كما غيرهما ممن يواجهون المآسي، على عتبة أمل جديد بأن يأتي من يعيد بناء ما تهدم، ويشعل جذوة الحياة من جديد في منزلٍ أكلته النيران.

          
تم نسخ الرابط