لم تتزوج ووهبت حياتها للعبادة.. من هي الشيخة توحيدة عثمان أشهر محفظة قرآن بمصر؟
رحلت عن عالمنا، مساء أمس الثلاثاء 17 ديسمبر 2024، الشيخة توحيدة عثمان علي، واحدة من أشهر محفظات القرآن الكريم في مصر، بعد رحلة طويلة امتدت لأكثر من 70 عامًا في خدمة كتاب الله.
وفي هذا التقرير، ينشر موقع "بصراحة الإخباري" كل ما تريد معرفته عن الشيخة توحيدة عثمان علي، أشهر محفظة قرآن بمصر.
رحلة طويلة في خدمة القرآن الكريم
الشيخة توحيدة عثمان علي علي بدأت حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، حيث أتمت حفظه وهي في التاسعة من عمرها على يد الشيخة زينب أحمد بركات. ومنذ ذلك الوقت، بدأت تكرس حياتها لتعليم القرآن وتحفيظه. عملت محفظة للقرآن الكريم في معهد الشرقاية بكفر صقر بالأزهر الشريف، كما أسست "كتابًا صغيرًا" في منزلها لتحفيظ القرآن، والذي أُدرج تحت إشراف الأزهر الشريف عام 1995.
تفاني في خدمة القرآن الكريم
تفرغت الشيخة توحيدة لتحفيظ القرآن ولم تتزوج، مفضلة العكوف على كتاب الله تعالى. وكان لديها ورد يومي من 10 أجزاء، وكانت تجلس منذ الفجر وحتى الساعة العاشرة مساءً لتعليم القرآن الكريم وتسمع التلاميذ. وقد ارتبطت حياتها بالقيام والذكر، وأكدت دائمًا أنها تستغفر الله على أي تقصير في خدمة القرآن.
أثرها في المجتمع
على مدار سنوات، تخرج على يديها العديد من التلاميذ الذين أصبحوا من الشخصيات البارزة في مجالات متعددة مثل التدريس والطب والهندسة والقضاء في محافظة الشرقية. وكان للشيخة توحيدة دور بارز في تثقيف الأجيال وحمل رسالتها في تحفيظ القرآن رغم صعوبة الحياة.
مناشدات وتعازي العلماء
وتقدم الدكتور أبو اليزيد سلامة، الباحث الشرعي بهيئة كبار العلماء، بتعازيه عبر حسابه على فيسبوك، مشيرًا إلى أن أهل القرآن يرحلون في صمت، مؤكدًا على أن الشيخة توحيدة عملت لسنوات طويلة في خدمة القرآن الكريم، سواء في المعهد أو من خلال كتابها الخاص في منزلها. وأشار إلى أن موت أهل القرآن هو أمر مهيب، داعيًا الله أن يغفر للفقيدة وأن ينير قبرها ببركة القرآن الكريم.
إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم اغفر لها وارحمها، وجعل القرآن ربيع قلبها، وحجة لها يوم القيامة.