رئيس التحرير
محمود سعد الدين
NationalPostAuthority
الرئيسية حالا القائمة البحث
banquemisr

من قرية كفرديما إلى أنقاض العباسية.. حكاية شاب دفن أحلامه تحت الركام

حسن
حسن

في واحدة من الليالي الهادئة بمنطقة العباسية، تغير كل شيء فجأة. 
كانت الأنوار لا تزال مضاءة في شقة حسين عمارة، ذلك الشاب العشريني الطموح الذي ترك قريته الصغيرة كفرديما بمحافظة الغربية، باحثًا عن فرصة أفضل في العاصمة. 
حسين الذي وُصف دائمًا بأنه وحيد والديه لم يكن فقط الابن البار، بل كان الحلم الذي أضاء حياتهما بعد تخرجه في كلية التجارة، ثم زواجه قبل ثلاث سنوات، ورزقه بطفل صغير بالكاد تجاوز عامه الثاني.

اختار حسين العباسية لتكون محطته الجديدة، حيث استأجر شقة صغيرة في العقار المنكوب للعمل قريبًا من مكان وظيفته بالقاهرة. 

رغم بساطة حياته، كانت عينه على بناء مستقبل أفضل لطفله وزوجته كان دائمًا ما يعود لقريته نهاية كل أسبوع ليحتضن دفء العائلة ويشارك والدَيه ضحكاته البسيطة.

لكن القدر كان له رأي آخر في تلك الليلة، انهار العقار المكون من خمسة طوابق فجأة، وحوَّل الحلم إلى كابوس.

 وسط صرخات الجيران وهدير سيارات الإسعاف، سقط حسين بين الأنقاض، تاركًا خلفه قلبين مكسورين في الغربية وزوجة صغيرة باتت أرملة وطفلاً يبحث عن أبيه.

ثمانية أرواح كانت الحصيلة النهائية لضحايا انهيار عقار العباسية، بينهم حسين، بالإضافة إلى ثلاثة مصابين تم نقلهم إلى المستشفى.

بينما لا تزال قوات الحماية المدنية تبحث عن مفقودين تحت الأنقاض، تظل صورة حسين محفورة في أذهان كل من عرفه، كرمز للشاب المكافح الذي خاض معركة الحياة بشجاعة، لكنه خسرها أمام كارثة لم يكن له يد فيها.

وفي قريته الصغيرة، ساد الحزن والوجوم عندما وصل جثمان حسين إلى منزله. 
الأم، التي لم تفارق صورة ابنها منذ مغادرته الأخيرة، احتضنت ذكراه بالدموع.

 الأب، الذي لطالما حلم بحفيده يكبر بين يديه، لم يجد كلمات تواسيه. أما الزوجة، فكانت تجلس في صمت، محاطة بجيرانها وأقاربها، تفكر في حياتها القادمة التي ستخلو من شريك كان كل عالمها.

حسين لم يعد، لكن قصته أصبحت شاهدة على أحلام شباب كثيرين يُطاردون الأمل في ظروف صعبة، ليواجهوا قسوة القدر فجأة.

          
تم نسخ الرابط