"سوريا بعد الأسد".. توازن القوى يتغير وصراعات جديدة تلوح في الأفق| ما الشكل الجديد للشام؟
في ظل تحولات كبرى تشهدها الساحة السورية عقب سقوط نظام بشار الأسد، حدثت تغييرات دراماتيكية في توازن القوى الداخلية والخارجية، مع انسحاب الطائفة العلوية من المشهد السياسي، وتلوح في الأفق تحديات جديدة للنظام الانتقالي وتأثيرات مباشرة على النفوذ الإيراني المتجذر منذ عقود.
وبينما يراهن المجتمع الدولي على قرار مجلس الأمن رقم 2254 لتحقيق انتقال سياسي شامل، تبقى الأسئلة قائمة حول مستقبل سوريا الجديدة، هل ستتخطى إرث الماضي لتبني ديمقراطية حقيقية؟
وعلق السفير رخا أحمد حسين، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، وعضو الجمعية المصرية للأمم المتحدة، على الأحداث الأخيرة التي حدثت في سوريا، وتوازن القوى في المنطقة بعد سقوط نظام بشار الأسد.
تغير ميزان القوى بين الطوائف في سوريا
وقال عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، في تصريحات خاصة لموقع “بصراحة” الإخباري، إن توازن القوى داخل سوريا، الأغلبية فيها السنة، وحكم “الشيعة العلويون” كان حكم أقلية فـ بالتالي سيكون هناك تحول كبير في ميزان القوى الداخلية في سوريا، وبعد ما أصبحت الشيعة العلويون خارج الحكم، فهذا الأمر سيؤثر نسبيًا على الوجود الإيراني، وفي المرحلة الانتقالية سيأخذ شكلًا هادئًا، وعلاقة سوريا بـ إيران هي علاقة وثيقة ممتدة عبر سنوات لن تنقطع بشكل مفاجئ، ولكن ستتضائل إلى حدٍ كبير.
روسيا والفصائل المسلحة
وأضاف عضو الشؤون الخارجية، كان هناك توافق بين روسيا، وبين الفصائل المسلحة السورية، وهناك توافق بين روسيا وتركيا، وتوافق بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية، فمن هنا حدث استياء شديد بين الرئيس التركي ونظيره السوري عندما طلب الأول مقابلة الأسد وتحديد المكان فرفض حينها بشار وقال يجب انسحاب القوات التركية من سوريا، فأخذها الرئيس التركي بأنها إهانة وتعالي عليه.
وواصل السفير رخا، تواصلت روسيا مع الفصائل المسلحة لتأمين السفارة الروسية وعدم التعرض إليها، وتأمين القواعد العسكرية الروسية في سوريا، وسمحت روسيا للفصائل المسلحة برفع العلم السوري الجديد على السفارة السورية في موسكو، مشيرًا إلى أن السفير السوري في روسيا أعلن تأييده للتغيير وانتقد النظام السابق بشدة.
وتابع السفير رخا، بأن العلاقات بين روسيا والفصائل المسلحة ستكون متوافقة لفترة محددة، ولكن لن يكون بنفس القوى السابقة.
التحولات في شمال سوريا.. هل تحل المشكلة التركية؟
وعلق عضو الجمعية المصرية للأمم المتحدة، على العلاقة بين تركيا وسوريا، بأن تركيا تحتل مساحة في شمال سوريا قرابة الـ 90 كيلو متر وعرض 30 كيلو، وبعد استقلال النظام الجديد، هل تركيا تنسحب من الأراضي السورية على أساس ضمانات مع النظام الجديد؟.
وأكد السفير رخا أحمد حسين على أن الدور الأمريكي سيكون أعلى من الدور الإيراني والروسي، وتسائل هل ترامب في حالة وجود تركيا سيقوم بسحب قواته، ويقول إن تركيا عضو بحلف الناتو وستقوم بهذا الدور؟.
ما مستقبل الاتفاقيات السورية-الإسرائيلية بعد سقوط النظام؟
وأشار إلى أن إسرائيل قامت بفعل إجراءات غير قانونية، لأنه كان هناك اتفاقيات بين سوريا وإسرائيل لعدم الإشتباكات بين سوريا وإسرائيل 1974 بعد وقف حرب (73)، ونتنياهو أعلن انتهاء هذه الاتفاقية فور سقوط النظام السوري، وهذا لا يجوز قانونيًا، لأن الدول تقوم بوراثة الاتفاقات وهذه ناحية، والناحية الآخرى أن إسرائيل احتلت مناطق منزوعة السلاح، وقامت بضرب كافة مخازن السلاح، متسائلًا هل يستعد نتنياهو لاحتلال مزيد من الأراضي السورية؟، وهل الفصائل المسلحة تقبل باستمرار إسرائيل في الجولان؟، وهذه إشكالية كُبرى.
وتساءل السفير رخا، هل الدول العربية تقبل في تشكيل الحكومة عناصر من تنظيم القاعدة، وداعش لمجرد تغيير اسم أبو محمد الجولاني إلى أحمد الشرع؟، ويدعي الأمريكان بمجرد تغيير اسمه أنه قام بتغيير أفكاره، وبالنسبة لسماحه بحُرية الملابس هذه وسيلة ليس أكثر.
مجلس الأمن الحل الأمثل للانتقال السياسي في سوريا
واختتم: “هل الدول الآخرى ستقبل بقرار مجلس الآمن (2254)، الذي ينص (يدعو القرار إلى إجراء انتخابات حرة و نزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة وبمشاركة جميع السوريين، بهدف الوصول إلى حكومة ديمقراطية في سوريا. ويشمل هذا النص على إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية وفقا لدستور جديد)”.