ليلة سقوط بشار.. كيف سيطرت الفصائل على سوريا في أقل من 20 يوما؟
تعيش سوريا اليوم الأحد 8 ديسمبر، عصر جديد، وذلك بعد ما أعلنت الفصائل الفلسطينية هدفها في سقوط نظام “بشار الأسد”، الذي امتد قرابة الـ 13 عامًا.
29 نوفمبر بداية ولادة دولة
وأعلنت الفصائل السورية، في يوم الجمعة 29 نوفمبر الماضي، دخولها أول أحياء مدينة حلب، وذلك بعد أن فرضت سيطرتها على ريفها الغربي بشكل كامل إثر معارضة ضاربة مع القوات المسلحة السورية وحلفائها.
وقالت إدارة العمليات العسكرية التابعة للفصائل السورية إنَّ مقاتليها سيطروا على مركز البحوث العملية في حلب الجديدة، مضيفةً أن الفصائل المشاركة في الهجوم باتت تبعد كيلومترين فقط عن وسط مدينة حلب.
وفي المقابل، صرح مصدر عسكري سوري لوكالة الصحافة الفرنسية بأنَّ تعزيزات من الجيش السوري وصلت إلى مدينة حلب، مضيفًا أنَّ معارك واشتباكات عنيفة تجري غربي المدينة، فيما نفي أن يكون القتال وصل إلى حدود المدينة.
وأعلن المتحدث باسم إدارة العمليات العسكرية، حسن عبد الغني، أنَّ قواتهم سيطرت على ريف حلب الغربي بالكامل، بعد معارك ضارية مع قوات الجيش السوري استمرت 36 ساعة.
وأضاف عبد الغني، أن قوات الفصائل "حررت" بلدة كفر حلب الاستراتيجية غربي المدينة، كما أعلنت إدارة العمليات العسكرية السيطرة على مواقع استراتيجية في ريف إدلب الجنوبي الشرقي.
مدينة حماة.. وانسحاب الجيش
في يوم الخميس 5 ديسمبر الجاري، فقد الجيش السوري، السيطرة على مدينة حُماة الاستراتيجية، وأعلن "عبد الغني"، أنَّ الفصائل السورية بدأت بالدخول إلى بعض أحياء المدينة.
وقال "عبد الغني"، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "إكس": "حررنا عدة أحياء في مدينة حماة، وما زال التقدم مستمرًا "، وأضاف في منشور لاحق: "قواتنا دخلت سجن حماة المركزي، وحررت مئات الأسرى".
بالمقابل، ذكرت وسائل إعلام حكومية أنَّ الفصائل المسلحة دخلت إلى الأحياء الشمالية الشرقية من مدينة حماة بعد هجوم وُصف بـ"الأعنف".
وأعلن الجيش، في بيانٍ: "خلال الساعات الماضية ومع اشتداد المواجهات، تمكنت تلك المجموعات من اختراق محاور عدة في المدينة ودخولها".
وأضاف: "حفاظًا على أرواح المدنيين، قامت الوحدات العسكرية المرابطة فيها بإعادة الانتشار والتموضع خارج المدينة".
دخول العاصمة دمشق
فجر اليوم الأحد 8 ديسمبر، تمكنت الفصائل السورية من دخول العاصمة دمشق والسيطرة عليها بشكل كامل، وأعلنت العمليات العسكرية، في بيان على شاشة التلفزيون الرسمي أنَّها "حررت" دمشق وأسقطت حكم الرئيس بشار الأسد، مشيرةً إلى أنَّه تم إطلاق سراح جميع المعتقلين.
ودعت العمليات العسكرية الشعب السوري إلى ضرورة الحفاظ على جميع الممتلكات وعدم الاقتراب من المؤسسات العامة التي ستظل تحت إشراف رئيس الوزراء الدكتور محمد غازي الجلالي حتى يتم تسليمها رسميًا، وختمت: "عاشت سوريا حرة أبية لكل السوريين بجميع أطيافهم".
ومن جهته، قال المتحدث باسم إدارة العمليات العسكرية حسن عبد الغني، في تغريدة له على موقع "إكس": " نعلن مدينة دمشق حرة من بشار الأسد، مضيفا: أن الرئيس السوري هرب"، على حد قوله.
وذكر عبد الغني: "هذه اللحظة التي طالما انتظرها المهجَّرون والأسرى، لحظة العودة إلى الديار ولحظة الحرية بعد عقود من القهر والمعاناة"، ووجه دعوة إلى المهجرين في جميع أنحاء العالم، قائلًا: "سوريا الحرة تنتظركم".
حكومة جديدة
ومن جهته، قال رئيس الحكومة السورية، إنّه مستعد للتعاون مع الجميع وأي حكومة يختارها الشعب السوري.
وأضاف "غازي" خلال كلمته المُسجلة، اليوم الأحد، أنّ "أي قيادة يختارها السوريون سنتعاون معها؛ حرصًا على المرافق العامة للبلاد ونمد أيدينا للجميع من أجل الحفاظ على مؤسسات الدولة ومرافقها".
وأهاب "غازي" بجميع المواطنين السوريين بعدم المساس بالأملاك العامة للدولة؛ لأنها تعتبر أملاكًا للشعب السوري العظيم.
ونفى رئيس الحكومة السورية مغادرته للبلاد، ولن يكون ذلك إلّا بصورة سلمية من أجل ضمان عمل المؤسسات ومرافق الدولة العامة ونشر الأمان بين المواطنين.
وطالب الشعب السوري بالتفكير بعقلانية من أجل الحفاظ على بلدهم ومستعد لمد يد التعاون مع المعارضة التي مدت يدها، وأكدت على عدم تعرضها لأي إنسان ينتمي إلى الوطن السوري.
وتابع: "أعمل من أجل مصلحة سوريا القادرة على بناء علاقات طيبة مع جيرانها والعالم كافة، دون دخولها في أي تحالفات أو تكتلات إقليمية".
صباح جديدة للدولة السورية
وذكر رئيس الحكومة السورية أنه ليس حريصًا على أي منصب أو مكتسبات وهدفه الحفاظ على المؤسسات التي تم بناؤها من عَرق السوريين.
وأشار إلى أنّ مصلحة سوريا تهم السوريين كافة، والوضع الذي تمر به البلاد يتطلب العيش في سلام وأمان وعهد يسوده التسامح بين جميع المواطنين.
وتمنى أنَّ تبدأ سوريا صباحًا جديدًا من أجل بناء بلد مزدهر تسوده المحبة والخروج من الأزمات السابقة والجلوس سويًا، بعيدًا عن سفك الدماء للحفاظ على النسيج السوري الواحد الذي لم يعرف التفرقة في يوم من الأيام.