اشتباكات أمستردام.. وصول أول طائرة تقل إسرائيليين إلى تل أبيب
وصلت أول طائرة إجلاء من أمستردام إلى مطار بن غوريون في تل أبيب يوم الجمعة، محملة بمجموعة من الإسرائيليين الذين تم إجلاؤهم من هولندا إثر أحداث عنف وقعت يوم الخميس على هامش مباراة لكرة القدم بين فريقي أياكس أمستردام ومكابي تل أبيب، والتي أثارت ردود فعل دولية غاضبة.
وأسفرت أعمال العنف عن إصابة عدة أشخاص، حيث أكدت المتحدثة باسم سلطات الطيران الإسرائيلية، ليزا دفير، في تصريحاتها بعد ظهر الجمعة، أن الطائرة الأولى التي تقل الإسرائيليين من أمستردام "وصلت للتو إلى تل أبيب".
وأوضحت دفير أن المشاجرات بدأت عندما تعرض مشجعو فريق مكابي تل أبيب لاعتداء من قبل بعض الأشخاص قبل أن يفروا، وأضافت أن "مثيري الشغب الذين كانوا على دراجات سكوتر" لاحقوا الإسرائيليين في الشوارع.
وفي وقت لاحق، تم فرض حظر مؤقت على التظاهرات في العاصمة الهولندية أمستردام.
ردود الفعل الدولية
من جانبه، ندد رئيس الوزراء الهولندي، ديك شوف، بما وصفه بـ"الاعتداء المروع" في أمستردام. وأكدت الشرطة الهولندية أن التوتر بدأ قبل 24 ساعة من موعد المباراة، حيث سجلت "حوادث من الطرفين" ليلة الأربعاء، ومنها قيام مشجعي مكابي تل أبيب بإزالة علم من واجهة مبنى في منطقة روكين، وتدمير سيارة أجرة، بالإضافة إلى إشعال علم فلسطيني في منطقة دام.
وقد نشرت وسائل التواصل الاجتماعي صورًا وفيديوهات لم يتم التحقق من صحتها، تظهر أشخاصًا يطاردون آخرين في الشوارع أو يقومون بركلهم، إضافة إلى مشاهد أخرى يظهر فيها مشجعون إسرائيليون وهم يزيلون لافتات فلسطينية.
وفي تصريح له، قارن مسؤولون إسرائيليون بين تلك الحوادث والهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، الذي كان بمثابة الشرارة التي أشعلت الحرب في قطاع غزة.
ردود الفعل الإسرائيلية
قال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في بيان له: "نحن نتابع بصدمة صور وفيديوهات هذه الأحداث، التي كنا نأمل ألا نراها مرة أخرى بعد السابع من أكتوبر". كما أدان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الهجوم، مؤكداً في اتصال مع نظيره الهولندي على أن الحادث "مرفوض تمامًا" واعتبره "اعتداءً متعمدًا على مواطنين إسرائيليين".
وأشار نتانياهو إلى أن الحكومة الإسرائيلية أخذت الحادث على محمل الجد، وطالب الحكومة الهولندية باتخاذ إجراءات فورية ضد مثيري الشغب لضمان سلامة المواطنين الإسرائيليين في هولندا. كما أمر نتانياهو بإرسال طائرتين إلى أمستردام لإجلاء المشجعين الإسرائيليين، وطلب من جهاز الموساد وضع خطة لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث في الفعاليات الرياضية.
المجتمع الدولي
وقد أبدت الأمم المتحدة قلقها من الحوادث، حيث أشار المتحدث باسم مكتب حقوق الإنسان جيريمي لورانس إلى أن "أحدًا لا ينبغي أن يتعرض للتمييز أو العنف بسبب عرقه أو دينه أو قوميته". كما أعربت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، عن "استياءها" من هذه الهجمات الدنيئة التي استهدفت مواطنين إسرائيليين في أمستردام.
تأتي هذه الأحداث في وقت حساس، في ظل التصعيد العسكري الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة بعد الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل، حيث يشهد العالم توترات متصاعدة في مناطق عدة على خلفية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
وتزامنت هذه الصدامات في أمستردام مع رفع جماهير نادي باريس سان جيرمان الفرنسي لافتة عملاقة خلال مباراة دوري أبطال أوروبا ضد أتلتيكو مدريد الإسباني، كتب عليها "فلسطين حرة".