رئيس التحرير
محمود سعد الدين
NationalPostAuthority
الرئيسية حالا القائمة البحث
banquemisr

تخص سفينة بريطانية فى طريقها للخليج العربى .. من وراء هذه الصورة ولماذا الأن وسر تداولها بهذه السرعة وكيف وقعنا فى هذا الفخ

عمرها 26 سنة ونشرتها حسابات الإخوان لتشويه دور الدولة المصرية فى القضية الفلسطينية .. موقع بصراحة يكشف التفاصيل الكاملة لتضليل الرأى العام بصورة قناة السويس

سفينة قناة السويس
سفينة قناة السويس

قبل 3 أيام انتشرت صورة لأسرة مصرية بالقرب من المجرى الملاحى لقناة السويس ، وفى الخلفية سفينة حربية يتزامن مرورها مع تلويح الأسرة بإشارة الرفض .. الصورة انتشرت بشكل واسع وملفت للإنتباه مع عبارات بالإشادة بموقف الأسرة خاصة أن ما تداول أيضا مع السفينة فى التعليقات المصاحبة هو ملكيتها لدولة الإحتلال ، ما دفع مئات الآلاف من الحسابات على مواقع التواصل لتداول الصورة بشكل كبير جدا.
التداول السريع للصورة فى الساعات الأولى يتحرك فى اتجاه واحد فقط نحو التشكيك والضرب المباشر للدور المصرى فى القضية الفلسطينية لأنه الصورة تحمل دلالات واضحة أن هناك موقفين لمصر ، موقف شعبى رافض لدولة الإحتلال وموقف خفى غير معلوم يسمح للسفن الحربية التابعة لهم بالمرور عادى من قناة السويس 
والحقيقة أنه وللأسف الشديد تسببت الصورة فى تشكيك قطاع من المصريين وإحداث حالة من الارتباك فى وقتها ، ولكن بعد مرور أكثر من 72 ساعة على نشر الصورة ، يتبقى لنا عدد من الأسئلة التى يجب أن نناقشها بهدوء شديد لفهم حقيقة الصورة ودلالاتها ومن وراء نشرها بهذه الكثافة وهل الصورة تخص سفينة حربية للدولة الإسرائيلية ولماذا الضرب فى ثوابت الدولة المصرية فى هذا الوقت بالتحديد وهل فعلا يوجد موقفين للقاهرة فى ملف القضية الفلسطينية 


بهدوء شديد ، يحاول موقع بصراحة الإخبارى الاجتهاد للإجابة على هذه التساؤلات 


•   هل الصورة المتداولة حديثة وتخص سفينة حربية إسرائيلية .. الإجابة لأ .. قديمة وعمرها  26 سنة   


المعلومات المتوفرة لدينا أن الصور المتداولة ليست حديثة ، ولا تخص دولة الإحتلال ، فالصورة المتداولة عمرها أكثر من 26 سنة وتم التقاطها عام 1998 ، وأول من نشرها كان وكالة أسوشيتد برس الأمريكية ، والسفينة الحربية التى ظهرت بالصورة ليست تابعة لإسرائيل بينما هى فرقاطة بريطانية عبرت من قناة السويس يوم الجمعة 20 فبراير 1998 وكان فى طريقها للخليج العربى للإنضمام لأسطول تقوده الولايات المتحدة الأمريكية آنذاك 
وينشر موقع بصراحة الصورة الأصلية تحمل تاريخ التقاط الصورة ، كما ينشر مقطع فيديو يتضمن توثيق لعبور السفينة

•    لماذا إعادة نشر الصورة الآن وكيف يتم استغلالها للتشكيك فى الدولة المصرية وما هو دور الإخوان فى ذلك ؟


بكل وضوح ، نشر الصورة فى الوقت الحالى يساهم فى بناء صورة ذهنية سلبية عن الدور المصرى فى القضية الفلسطينية ، وهو الدور الثابت الأصيل من 7 أكتوبر 2023 حتى الآن رغم كل الضغوط الدولية التى يتم ممارستها على القاهرة ، فالصورة تفتح الباب أمام النفوس الضعيفة وتزيد مساحات التشكيك عن الموقف المصرى  
وبناء عليه ، من صاحب المصلحة فى نشر صورة عمرها 26 سنة لضرب الدولة المصرية فى هذا الوقت ، ومن صاحب المصلحة فى التشكيك الدائم فى الدور المصرى بالقضية الفلسطينية ، ومن وراء محاولات الالهاء الدائمة للشارع المصرى وزرع أسئلة التشكيك عن جهود القاهرة فى ملف غزة والسعى الدائم لوقف إطلاق النار والوصول لهدنة.


الإجابة وفق المعلومات المتاحة هى جماعة الإخوان ، والقصد بالإخوان هنا ليس " شماعة " للخروج من الموقف ، ولكن الرصد الدائم للحسابات الالكترونية التابعة لهم يكشف أن الصورة خرجت من صفحاتهم وعبر منصاتهم ومن خلال المواقع التابعة لهم ، وروج لها إعلامهم وقنواتهم وللأسف وقع قطاع كبير من المصريين فى هذا الفخ وتعاملوا مع الصورة بحسن نية.

كيف نواجه تضليل الرأى العام  


الثابت أن الدولة المصرية صاحبة موقف هام وتاريخى فى ملف القضية الفلسطينية ، موقف لم ولن يتغير رافض للتهجير من اليوم الأول ورافض للتقسيم أيضا من اليوم الأول ، وتعرضت القاهرة لضغوط من المجتمع الدولى عبر الشهور الماضية وظلت مصر على موقفها ويشهد الجميع بذلك ، غير أن هذا الموقف قد لا يرضى البعض أو لا يرضى دول أخرى أو لا يرضى أجهزة تابعة لهم ، ما يترتب عليهم توظيفهم لكل المعطيات التى قد تتوافر من التشكيك والإلهاء والضرب فى الثوابت على أمل تفريع القضية الفلسطينية وتأخر مصر عن دورها فى هذا الملف ، ولكن تقف مصر على خطوط واضحة لم تتأخر مرة واحدة عنها ، مصر أول من دعت لقمة عن القضية الفلسطينية بعد 7 أكتوبر ومصر أول من أرسلت مساعدات لغزة ومصر أول سعت للهدنة ولا زالت.

حتما ستتكرر مواقف ومشاهد مثل مشهد صورة السفينة الحربية التى مر 26 عام على التقاطها وتم إعادة تداولها وتوظيفها فى الوقت الحالى ، ستتكرر المشاهد فى ظروف أخرى وبمعطيات أخرى ، وهو ما يتطلب مننا كشعب مصرى أن نكون على قدر كبير من الوعى والفهم وأن لا نقع فى فخ السوشيال ميديا أو ما يتم تداوله عبر منصات التواصل ، لأن كثيرا من السم قد يدس فى السعل

          
تم نسخ الرابط