هل تعود الحياة لشعب فلسطين؟.. آخر تطورات مباحثات القاهرة بين «حماس» و«فتح» حول إدارة غزة
تستضيف القاهرة محادثات جديدة بين حركتي "حماس" و"فتح" بعد جولة سابقة من المناقشات قبل حوالي ثلاثة أسابيع. يتوقع أن تركز اللقاءات على ملف إدارة قطاع غزة، وذلك في ظل زيارة مرتقبة للرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى مصر.
خلفية المحادثات والرفض السابق
تأتي هذه المحادثات عقب رفض "حماس" ما يُعرف بـ "الصفقة المصغرة" في مفاوضات الهدنة. ومع ذلك، يشير خبراء ومطلعون على سير المباحثات إلى حدوث "تقدم" نحو الموافقة على تشكيل "لجنة مهنية" لإدارة قطاع غزة في المستقبل، خاصة بعد الحديث عن قبول "حماس" لهذه اللجنة بشرط أن تُصدر بمرسوم رئاسي. ويفيد هؤلاء الخبراء أن زيارة الرئيس الفلسطيني قد تعكس اقترابًا من اتفاق جاد بين الحركتين، استعدادًا لما بعد الحرب التي استمرت لأكثر من عام.
المقترح لتشكيل "هيئة إدارية"
المقترح المطروح يتضمن تشكيل "هيئة إدارية" تُعرف بـ "اللجنة المجتمعية لمساندة أهالي قطاع غزة"، التي ستتولى إدارة الشؤون المدنية وتوفير المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى إعادة تشغيل معبر رفح الحدودي مع مصر وبدء عمليات إعادة الإعمار في القطاع، حسبما كشفت المصادر خلال المحادثات السابقة.
بدء الاجتماعات وهدفها
وأفاد مصدر أمني مصري، مساء أمس السبت، لقناة "القاهرة الإخبارية" بأن اجتماعات حركتي "فتح" و"حماس" قد انطلقت في القاهرة بهدف إنشاء "لجنة الإسناد المجتمعي" المعنية بإدارة شؤون قطاع غزة وتعزيز الوحدة الفلسطينية، ومنع فصل الضفة الغربية عن القطاع. وأوضح المصدر أن الحركتين تحملان نظرة إيجابية تجاه التحركات المصرية المتعلقة بتشكيل هذه اللجنة، على الرغم من التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية.
التركيز على الجهود المصرية
وأضاف أن الاجتماعات تعتبر شأنًا فلسطينيًا خالصًا، حيث تهدف الجهود المصرية إلى توحيد الصف الفلسطيني وتخفيف معاناة الشعب. وذكر أن "لجنة الإسناد المجتمعي" ستتبع السلطة الفلسطينية، وستضم شخصيات مستقلة، على أن تصدر بمرسوم رئاسي من الرئيس محمود عباس، وستكون مسؤولة عن إدارة قطاع غزة.
الاجتماعات السابقة وآمال المصالحة
تأتي هذه اللقاءات كامتداد لاجتماعات أكتوبر الماضي، حيث أوضح القيادي في حركة "فتح" أستاذ العلوم السياسية، الدكتور أيمن الرقب، أن الملف الأساسي كان يتعلق بتشكيل هيئة تكنوقراط أو لجنة مهنية لإدارة ملف غزة، وقد اشترطت "حماس" وقتها تنفيذ قرارات اتفاق بكين بتشكيل حكومة تكنوقراط تشمل الضفة الغربية والقطاع وإعلان إطار مؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية يضم جميع الفصائل.
إعلان بكين والتقدم المحقق
في يوليو الماضي، توصل 14 فصيلاً فلسطينيًا، بما في ذلك "فتح" و"حماس"، إلى إعلان تاريخي للمصالحة الوطنية في بكين، بهدف إنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الفلسطينية. لم تسفر جولة محادثات حركتي "فتح" و"حماس" في القاهرة، الشهر الماضي، عن أي نتائج، مما استدعى عودتهما إلى قيادتيهما.
التطورات الجديدة والمقترحات الإضافية
وفقًا للدكتور أيمن الرقب، فإن الجولة الجديدة تعيد طرح تشكيل لجنة مهنية لإدارة ملف غزة، مع إدخال جديد هو رغبة "حماس" في إصدار مرسوم فلسطيني رسمي يربط هذه الهيئة مباشرة بالحكومة الفلسطينية الحالية، مما يعد تطورًا مهمًا في موقف الحركة. كذلك، هناك اقتراح بتشكيل وفد مشترك من الفصائل لإدارة الملف السياسي والتفاوض مع الاحتلال الإسرائيلي، كما حدث في حرب غزة عام 2014.
إشارات إيجابية وزيارة الرئيس الفلسطيني
يتزامن ذلك مع إشارات إيجابية من "حماس"، وزيارة الرئيس الفلسطيني، التي قد تمهد الطريق لاتفاق أو ترتيبات جدية بين الحركتين. ومن المهم أيضًا التغلب على الخلافات والتوافق على إطار مؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية يشمل "حماس" و"الجهاد".
التركيز على جهود وقف الحرب وإعادة الإعمار
يأتي لقاء الحركتين عشية زيارة الرئيس الفلسطيني إلى القاهرة، حيث سيلتقي نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، مع التركيز على جهود وقف الحرب التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني وحمايته وإعادة إعمار ما دمرته الحرب.
رفض "حماس" للصفقة المصغرة
رغم ذلك، لا تزال التطورات المتعلقة بالمفاوضات حول الهدنة في غزة متعثرة، حيث رفض قيادي في "حماس" ما سُمي بالـ"صفقة المصغرة" لعدم تضمنها وقفًا دائمًا للعدوان أو انسحاب الاحتلال. ووفقًا لمصادر مصرية، فإن الحركة ترفض تجزئة المفاوضات خوفًا من تسليم الأسرى وعودة إطلاق النار.
دور مصر في دعم القضية الفلسطينية
من جهة أخرى، أكد السفير الفلسطيني السابق بركات الفرا أن لقاء الحركتين وزيارة الرئيس عباس يعكسان الدور الحيوي لمصر في دعم القضية الفلسطينية، معربًا عن تفاؤله بإمكانية تحقيق مصالحة فلسطينية في ظل التطورات الحالية.