"أمانة ورجعت لأصحابها".. طالبان يعيدان شنطة بها ربع مليون جنيه لأصحابها بالمنوفية
من داخل مدينة سرس الليان بمحافظة المنوفية، وأثناء عودة طالبان من طلاب الثانوية من درسهما على الطريق المعتاد السير عليه سويت عثرا على شنطة بها أموالا كثير بصورة تغري أى شخص. "زياد عبد الباسط عزت وعبد الرحمن أبو دنيا"، هما طالبان بالصف الثالث الثانوي بمدرسة الشهيد طيار محمود عزت الثانوية، وجدوا أنفسهم باختبار حقيقي وصعب لقياس درجة أمانتهما، هذا الاختبار قد لا يتكرر كثيرا.
حيث في طريق عودتهم إلى المنزل بعد انتهاء درسهما، لمح زياد حقيبة ملقاة بجانب الطريق.
يقول زياد: "كنت ماشي أنا وعبد الرحمن، وفجأة لقينا شنطة شكلها ملفت للنظر موجودة على جنب. الفضول كان هيموتنا وقفنا وبصينا لبعض وقلنا لازم نشوف فيها إيه."
فتح الطالبان الحقيبة ليجدا أمامهما مبلغًا ماليًا ضخمًا يصل الى ربع مليون جنيه، إضافة إلى عملات أجنبية أخرى. المبلغ الكبير لم يكن متوقعًا بأي شكل من الأشكال، لكنه لم يغريهما للحظة. يروي عبد الرحمن: "لما فتحنا الشنطة وشفنا الفلوس، مفيش لحظة فكرنا نحتفظ بيها. على طول قولنا لازم نرجعها لصاحبها، لأن الفلوس دي مش بتاعتنا."
ورغم صعوبة المهمة، بدأ الطالبان في البحث عن صاحب الحقيبة. "أول حاجة فكرنا فيها إننا ننشر على الفيسبوك عشان نوصل لصاحبها، والحمد لله الناس ساعدتنا وقدرنا نوصل للراجل"، يضيف زياد.
بعد عدة أيام من البحث، تمكن زياد وعبد الرحمن من الوصول إلى صاحب الحقيبة، الذي اتضح أنه موظف في إحدى الشركات وكان قد فقد الأمل في العثور على ماله. "كان مبسوط جدًا ومش مصدق إن الفلوس رجعتله، وقال لنا إنه كان خلاص فاقد الأمل"، يضيف عبد الرحمن بفخر.
ورغم أن الرجل عرض عليهما مكافأة سخية تقديرًا لأمانتهما، إلا أن الطالبين رفضا المكافأة. "مكناش محتاجين حاجة، إحنا عملنا الصح وخلاص"، يقول زياد. "الأمانة حاجة اتربينا عليها، ومش ممكن ناخد حاجة مش بتاعتنا."
واضافت . والدة زياد تقول: "زياد طول عمره أمين، لكن اللي عمله النهاردة زود فخري بيه. الحمد لله إنه تصرف بالطريقة اللي اتربى عليها."
بينما والد عبد الرحمن أضاف: "لما سمعت القصة، فرحت جدًا، وشكرته على أمانته. الولاد دول بيضربوا مثل كبير لكل الناس إن الخير لسه موجود."
إدارة المدرسة قررت تكريم الطالبين في احتفالية كبيرة بحضور زملائهما وأسرهما. يقول مدير المدرسة: "ما قام به زياد وعبد الرحمن هو مثال حي على القيم التي نطمح لغرسها في طلابنا. الأمانة والشرف هما أساس المجتمع السليم، وما فعلاه اليوم يؤكد أن التربية الصالحة دائمًا ما تثمر