اللواء سمير فرج: القوات المسلحة قدمت للفكر العسكري العالمي دروس عظيمة خلال حرب أكتوبر 73
"رفضنا نفطر".. اللواء سمير فرج يكشف مواقف مؤثرة خلال حرب أكتوبر
اكد اللواء سمير فرج، الخبير الاستراتيجي، أن القوات المسلحة المصرية قدمت للفكر العسكري العالمي دروس وعبر من خلال بطولاتها في حرب أكتوبر 73، والتي اعتبرها العالم معجزة في التاريخ العسكري الحديث، وكيف حطمت أبطال الجيش المصري، اسطورة الجيش الذي لا يقهر في ست ساعات ، مضيفًا أن المصريين غيروا المفاهيم العسكرية، وأهمها تلك المرتبطة بمقارنة القوات، فبعدما كان أساس حساب التفوق العسكري للدولة، يقوم على أعداد أفراد قواتها، وأعداد وأنواع أسلحتها ومعداتها، من الدبابات والمدافع والطائرات..
انتصارات حرب أكتوبر
وأوضح اللواء سمير فرج، أن يوم السادس من أكتوبر من عام 1973، أنه لم ينسى لحظة وصول الرئيس الراحل أنور السادات، مرتدياً زيه العسكري في حوالي الساعة الثانية عشرة ظهرا، وخلفه عدد من الجنود، يحملون صواني رصت عليها الشطائر والعصائر. ولتزامن اليوم مع يوم العاشر من رمضان، فقد أمسك الرئيس بالميكروفون، قائلاً، "لقد أجاز فضيلة مفتي الديار المصرية الإفطار في نهار رمضان، لأننا في جهاد لتحرير الأرض المغتصبة"، ووجه بإبلاغ كل قواتنا، وأولادنا، على جبهة القتال في سيناء، بتلك الفتوى، بينما الجنود يمرون لتوزيع الشطائر، مضيفا لقد وضعناها، جميعاً، في الأدراج، ويشهد الله، أننا لم نتناول إلا الماء، عندما حان موعد آذان المغرب، وهو ما فعله الجميع على جبهة القتال.
أبطال الجيش المصري
وأضاف اللواء سمير فرج، أن القوات المسلحة المصرية حققت، في هذه الحرب، أغلى انتصار، في العصر الحديث، ضد هذا العدو الإسرائيلي، واستعادت أرض سيناء الغالية لمصر، ولشعبها، ولجيشها، وأصبحت نتائج هذه الحرب تدرس في أعتى المعاهد والكليات العسكرية، في العالم. فاستحق الشعب المصري أن يفتخر بهذا النصر العظيم، الذي حققه بالتحامه مع قواته المسلحة، وثقته فيها.
تحطيم اسطورة الجيش الذي لا يقهر
وأكد اللواء سمير فرج، أن حرب أكتوبر أظهرت عاملاً جديداً، وهو الرغبة في القتال، فقد كان هدف المصريين هو استعادة الأرض التي فقدوها في 67، بينما هدف الإسرائيليين الاحتفاظ بأرض اكتسبوها في الحرب السابقة، ويعلمون أنها ليست أرضهم. وأوضحت الحرب، كذلك، أن المصريين لم يهتموا بالتفوق العددي لأسلحة قوات العدو الإسرائيلي، بل كان ذلك حافزاً لابتكار أساليب جديدة للتصدي لها، مثل المدافع المائية للتغلب على الساتر الترابي لخط بارليف، وحائط الصواريخ للتغلب على قوة سلاح الجو الإسرائيلي، بتحييد قدرتها، وهو ما حدث مع بداية عبور القوات المصرية لقناة السويس، فتغير، بهذا، مفاهيم الدفاع الجوي في الفكر العسكري العالمي، إذ لم يعد التفوق العددي للطائرات، عاملاً أساسياً في حساب القوى، بعد نجاح قواتنا في تحييد القوات الجوية المعادية بفكرة حائط الصواريخ.
معركة المنصورة الجوية
ووصف الخبير الاستراتيجى، معركة المنصورة الجوية فى حرب أكتوبر، أنها تُدّرس فى العديد من الأكاديميات العسكرية الكبرى، حيث شاركت فيها 200 طائرة من إسرائيل ومصر، واستمرت 53 دقيقة وتم خلالها إسقاط 17 طائرة من إسرائيل، و5 طائرات فقط من مصر، منها 3 طائرات بسبب نفاد الوقود.